تأثير الدراسة بالكتب القديمة على نفسية الطلاب!
لم يكن الأسبوع الدراسي الأول على قدر لهفة واشتياق الطالبة جوليا (13 عاماً)، التي بدأت عامها الدراسي الجديد بغصة، فقد استلمت كتباً مستخدمة، الأمر الذي قلل من فرحتها، خصوصاً أنها متلهفة لتجليدها ووضع الصور عليها، وترى من غير المنصف حصول أحد من الطلاب على كتب جديدة، في حين يستلم تلاميذ آخرون كتباً مستخدمة، لأن الكتاب المستعمل ينفر الطالب من الدراسة.
وبرأي المرشدة التربوية والنفسية صبا حميشة حصول الطلاب على كتب شبه تالفة يجعلهم يشعرون بالإحباط، وتلفت إلى أن الإمكانات المتاحة للمدرسة، لا تسمح بإعطاء جميع الطلاب كتباً جديدة، خصوصاً المدارس الحكومية التي يدخلها الآلاف من الطلاب، منوهة بأهمية توزيع الكتب الجديدة والمستخدمة بين الطلاب بالتساوي سعياً لتدارك المشكلة.
وتصف آية حمد الوضع السيئ الذي تكون عليه الكتب المستخدمة، وغالباً ما تكون من دون أغلفة ومهترئة، إلى جانب الخربشات والخطوط التي تملأ الدرس، ما يجعل قراءة الدروس وتحضيرها أمراً شاقاً على الطلبة.
أما السيدة تهاني فقد رفض ابنها الذهاب إلى المدرسة، بسبب رداءة الكتب المستخدمة التي استلمها، معتقداً أنها تعطى للطلبة غير المجتهدين، الأمر الذي يعده إهانة وظلماً، ولذلك – كما تقول- كيف يمكنها إقناع ابنها بالكتب القديمة، فذهبت إلى مراكز بيع الكتب لشراء كتب جديدة.
ويعاني كثير من طلبة المدارس الحكومية من مشكلة استلام كتب مستعملة، فبعض تلك الكتب تفتقر لعنصر النظافة والترتيب، وبعضها الآخر مليء بالكتابة والخربشات، ما يجعل البداية والإقبال على عام دراسي جديد غير مشجعة.
فالمشكلة الحقيقية، في رأي حميشة، لدى ذوي الطالب وليست عنده تحديداً، إذ يرفض العديد من الأهالي تسلم أبنائهم كتباً مستعملة، الأمر الذي يحدث نوعاً من الإرباك في المدرسة وقت تسليم الكتب، مؤكدة من خلال وجودها في المدرسة أنهم يحاولون استيعاب موقف الطلاب، والأهالي الذين يرفضون تسلم كتبٍ مستخدمة.
بدوره علي عبود مدير المطبوعات والكتب المدرسية في وزارة التربية توضيحاً على استلام الكتب القديمة بأن مراحل التعليم الأساسي من الصف الأول حتى الثالث توزع عليهم كتب جديدة بنسبة 100% ومن الصف الرابع الأساسي وحتى التاسع بمعدل وسطي 75% جديد و25% قديم.
وعن الآلية المتبعة من قبل المؤسسة العامة للطباعة لتوزيع الكتب المدرسية على المحافظات بيّن عبود: يتم استلام الكتب الواردة من المطابع في مستودعات المؤسسة ومن ثم يتم توزيع الكتب إلى فروع المؤسسة في المحافظات، وفق حصة كل محافظة المدرجة في الخطة السنوية، ليصار إلى إيصال الكتاب المدرسي لجميع الطلبة في المدارس في جميع المحافظات.
وعن المعوقات التي صادفت المؤسسة العامة في طباعة وتوزيع الكتاب المدرسي بيّن عبود صعوبة تأمين مادتي الورق والكرتون، والنقل الجوي في الوقت المناسب، وصعوبة تأمين وسائط النقل البري، لعدم رغبة سائقي الآليات تلبية المؤسسة نظراً لانخفاض أجور النقل وفق الأسعار المعتمدة حالياً .
علماً أن عدد الكتب المخصصة لمدارس محافظة دمشق بلغ عددها 3 ملايين كتاب مدرسي تم استلام وتوزيع 90% منها، وتمت طباعة 40 مليون كتاب مدرسي للعام 2021- 2022 منها 6250000 كتاب مدرسي (لغات أجنبية) تطبع للمرة الأولى وبخبرات وطنية والبقية 29 مليون كتاب مدرسي (كتب التعليم العام – المهني – رياض الأطفال – البدائل).
وبلغت تكلفة طباعة كتب اللغات 3 مليارات ليرة متضمنة أجور الطباعة والورق والكرتون والنقل و تكلفة طباعة كتب التعليم العام والمهني ورياض الأطفال والبدائل من دون لغات أجنبية 190 مليار ليرة.
وعن الإجراءات المتخذة من قبل المؤسسة لتوفير التكاليف بيّن عبود: تأليف وطباعة كتب اللغات الأجنبية محلياً وبخبرات وطنية والاستغناء عن التوريد كما كان سابقاً وبموجب إعلان مناقصة أصولية ما أدى إلى توفير وصل إلى 12 مليار ليرة في ظل الأسعار وتقلباتها.
والاستفادة من الكتب المدورة في المستودعات وتوزيعها لبعض المحافظات التي لم تتمكن من استجرار حاجاتها العام الماضي ( إدلب – الحسكة – ريف حلب – ريف دير الزور).