د.منصور: ضرورة افتتاح قسم العلاج النفسي في كلية التربية
تعد دراسة علم النفس أحد التخصصات الجامعية التي تشهد إقبالاً كبيراً من الطلاب سنوياً، حيث يعمل الخريجون في مجالات عملية مطلوبة في سوق العمل، إضافة إلى أنها تساعد الطالب في أن يصبح على قدر كبير من الذكاء وفهم سلوكيات الأشخاص المحيطين من مختلف أطياف المجتمع. د. غسان منصور – كلية التربية جامعة دمشق، اختصاص (علم النفس المعرفي) بيّن أن الحاجة كبيرة جداً لخريج علم النفس، فالمجتمع بحاجة لتوجيه وإرشادات ووقاية، لوجود أشخاص مختصين في الشخصية وفي علم النفس والسلوك لكي يخففوا الآثار النفسية للحرب على سورية وما نتج عنها من فقدان أشخاص …إلخ.
ولدينا معاناة شديدة بالنسبة لخريجي اختصاص علم النفس، فأعدادهم هائلة ونحتاج إلى توظيف هذه الإمكانات لكي تخدم هذه الفئات التي أصبحت شريحة واسعة، ولكن المشكلة التي نعاني منها هي أن خريجي علم النفس والإرشاد النفسي موجودون على الأرض، ويعملون في تخصصهم بدءاً من الدعم النفسي ومهارات الحياة وانتهاءً ببعض التطبيقات العلاجية النفسية غير الدوائية، وكل الخدمات النفسية التي يقدمها ليست علاجية فقط، بل إرشاد نفسي واختصاصي نفسي واستشارات نفسية، فالكثير من المشكلات لا تحتاج إلى أدوية.
وذكر د. منصور أن المرشدين موجودون في المدارس، ولكن لم يفعل دورهم بشكل صحيح، فالتوصيف لم ينصفهم حتى الآن، و بعض المدارس لا تعترف بوجودهم، ويوجد نوع من اللغط يفهمه البعض وهو أن مراجعة المرشد النفسي أمر معيب.
أما فيما يخص مطالبة خريجي علم النفس بمنحهم ترخيصاً، فأشار د. منصور إلى أن الخريجين من حقهم الحصول على ترخيص نظراً لأهمية الفرع، مؤكداً أن كل فرع جامعي يجب أن يكون له هوية، ماذا سيعمل بعد التخرج؟ فالمجال المفتوح الوحيد لخريجي علم النفس هو الإرشاد، وهو ليس قليل الأهمية لكن نفضل استخدام هذا الشيء في كل المجالات، أي أن يكون الاختصاصي النفسي موجوداً في الصحافة والإعلام، في الصناعة والتجارة، وفي ربط المجتمع بالبحث العلمي، وفي كل وزارات الدولة ومؤسساتها، حتى يتسنى لنا تقديم هذه الخدمات والمشاركة في عملية البناء، خاصة بعد الانتشار الكبير للعيادات غير المرخصة.
أضف إلى ذلك أن هناك أشخاصاً ليس لهم علاقة بالاختصاص، ويروجون لأفكار علاجية من خلال دورات قصيرة يفتتحون بعدها عيادات، ولكنهم غير مؤهلين ودارسين للفرع نفسه، فالداعم النفسي يجب أن يكون خريج علم نفس أو إرشاد نفسي. وهناك منظمات تشّغل أشخاصاً من غير الاختصاص بالدعم النفسي، وهنا نسأل لماذا مادام الخريج موجوداً؟ لكن لا يوجد اعتراف بذلك.. وهنا أقول: من حق المنظمات أن تستقطب من تراه مناسباً لأنه لا توجد حماية قانونية، ونحن نبحث عن هذه الحماية والتوصيف، فنحن ضد العيادات التي تفتتح من غير ترخيص، ونؤكد على موضوع تأهيل المعالج النفسي غير الدوائي، وليس كل خريج سيحصل على هذه التراخيص، إنما كما ترى وزارة الصحة حسب الشروط المناسبة سيتم تأهيل هذا المعالج بعدد ساعات معينة 600 ساعة أو 1000 ساعة أو 1200 ساعة في أقسام عصبية نفسية، ويمكن أن يمارس هذا العمل بعد التدريب العملي وبعد إجراء امتحان البورد السوري بعلم النفس.
وعن الدورات وأهميتها، قال د. منصور: يجب أن يخضع الخريج في علم النفس لدورات، ولكن حتى هذه الدورات غير منضبطة، مثلاً دورات الدعم النفسي نحن صممنا ماجستير دعم نفسي، لكنه لم يفعّل، فقد طلب منا تصميم ماجستير للدعم النفسي صممناه، وماجستير في العلاج النفسي وصممناه أيضاً بالاتفاق مع كلية الطب البشري، لكنه لم يفعّل، ولم يجد الطريق إلى التطبيق.
ونتمنى تفعيل هذه الاختصاصات، وافتتاح قسم العلاج النفسي في كلية التربية لتأهيل طلاب علم النفس بعد تخرجهم، وينبغي أن يتدرب مدة سنتين على كيفية تقديم العلاج والدعم النفسي، أو تقديم خدمات الاختصاصي النفسي.