مكتبة الأطفال .. ليست مجرد جزء مكمل للدراسة
تلعب مكتبة القراءة والمطالعة دوراً بالغ الأهمية في تنمية وصقل شخصية الطفل وفكره وميوله، حيث توفر مكتبة الطفل المصادر التعليمية والثقافية والترفيهية للأطفال، وهي تضم مواد بعدة لغات وتشمل موضوعات كثيرة، من الفنون إلى علم الحيوان.
وتهدف مكتبة القراءة في المقام الأول إلى تنمية قدرات الأطفال على البحث، وتشجيعهم على الإبداع من خلال مختلف برامج المكتبة وأنشطتها، حيث يقدم العاملون في المكتبة العديد من الأنشطة للأطفال بشكل يومي، مثل رواية القصص، ودعوة كُتّاب أدب الطفل للقراءة للأطفال، وتشجيعهم على حب القراءة باستخدام أساليب مختلفة، وعروض مسرح العرائس، وورش عمل الفنون والأشغال اليدوية.
د. نبيل الحداد – أستاذ في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة دمشق بيّن أهمية مكتبة القراءة للأطفال لكونها تعدّ أولى المكتبات التي يشاهدها ويتعامل معها، وتمنحه الانطباع الأول باستخدامها أو الابتعاد عنها، ففي العصر الحالي أصبحت المكتبات ليست مكاناً للقراءة فقط، إنما مكان يقضي فيه الطفل معظم أوقاته، وهي مهمة فضلاً عن مكانتها العلمية والاجتماعية أيضاً، لذلك يستطيع العاملون فيها حل مشكلات الأطفال على أنواعها، سواء داخل المدرسة أو خارجها.
وعندما ندرك الدور المهم الذي يلعبه الكتاب في حياة الطفل، نعي أهمية المكتبة المخصصة الموجهة نحو الطفولة لتلبية احتياجاتها المتتالية خلال نمو شخصية الطفل، كما ندرك أن الوظيفة التربوية لمكتبة الأطفال ليست مجرد جزء مكمل للدراسة، بل هي أساس جوهري من كيانها السليم يحقق أهدافها، خصوصاً إذا ما كانت مجهزة بتقنيات متطورة تسعى لتحصين وتنوير الأطفال، فتكون رافداً يعينهم على اكتساب المعلومات والخبرات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وتعدّ مكتبة الطفل من أهم الوسائل التي تساعد على تزويد الطفل بالمعلومات والمهارات، فالاستخدام الجيد والفعال لكل الأنواع الأخرى من المكتبات يتوقف على أول مكتبة يقابلها الفرد في حياته وهي مكتبة الأطفال.
ولا ننسى دور المكتبات المدرسية في العملية التربوية وخدمة البرامج التعليمية، لذا يجب أن تكون الكتب الموجودة منتقاة لخدمة تلك الأهداف بتوجيه التلاميذ وتعريفهم بالكتب على اختلاف أنواعها، وغرس عادة القراءة في نفوسهم وتنمية ميولهم نحوها وتشويقهم إلى المكتبة.