كيف ندعم عودة التلميذ إلى المدرسة ..؟
تشكل العودة للمدرسة نوعاً من القلق لبعض الطلاب وذويهم، خاصة في ظل الغياب الطويل عن المدارس نتيجة جائحة كورونا، ومع ذلك يجب أن يعلم الأهل أن لعودة التلاميذ والطلاب أهمية كبيرة في صقل معارفهم وشخصياتهم، فضلاً عن تلقي المعلومة بشكل أفضل وأسرع، إضافة للاختلاط بالرفاق وانتظام يومهم بالتعليم والأنشطة، الأمر الذي يعزز نموهم العقلي، فكيف نساعد أبناءنا للعودة بأمان إلى المدرسة ؟
المرشدة النفسية هناء محمد عضو الفريق الوطني للطفولة بيّنت: قد يكون لدى الطلبة حماس شديد في العودة لصفوفهم ولقاء زملائهم، لكن البعض قد يعاني من التوتر لتغيبهم الطويل عن المدرسة، أو خوفهم من انتقال العدوى، وهنا الدور ثنائي والمسؤولية مشتركة بين الأهل في المنزل والمدرسة، فمسؤولية الأهل تكون في إكساب التلاميذ مهارة التوعية بالعادات الصحية السليمة، وغسل اليدين وعدم شراء الأطعمة المكشوفة، هذه المهارات تبدأ من المنزل خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل .
أما دور المدرسة فيجب أن يكون واضحاً في نظافة الغرف الصفية، وتعقيم دورات المياه بشكل يومي ، وهنا يأتي دور المرشد الصحي مع المرشد النفسي والإدارة في المدرسة، فالمسؤولية مشتركة لسلامة الطلاب، سواء في مرحلة الرياض أو في حلقات التعليم كلها، ومن الضروري تعقيم الخزانات ونظافة المياه بداخلها والإشراف على ندوات المدارس ومراقبة نوعية المنتجات التي تباع للطلاب والتأكد من مدة صلاحيتها، ومن الضروري أن تقدم مغلفة لا يلمسها الطالب بيده، وتوجيه التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي بالابتعاد عن الباعة الجوالين، الذين يبيعون المشروبات بأكياس نايلون، والمثلجات المكشوفة، كل هذه عوامل لانتشار الأمراض بين التلاميذ إذا لم يكن هناك الوعي الكافي.
وأشارت المرشدة النفسية إلى أنه من الضروري عقد جلسات توعية للتلاميذ من أجل التذكير بغسل اليدين بشكل متكرر، والمحافظة على المرافق الصحية الموجودة في حرم المدرسة.
ويجب علينا نحن الكادر التعليمي أن نكون قدوة سليمة وصحية لأبنائنا التلاميذ ، فعندما يرى التلميذ معلمته تستخدم المنديل وترميه بعد الانتهاء منه في سلة المهملات، سيكون لهذا التصرف تأثير وتعزيز إيجابي على الطالب، لأنه سيجد معلمته حريصة كل الحرص على نظافة الصف والتلاميذ معاً، مع المتابعة الكاملة من قبل الأهل والمدرسة، وحرص الجهات المسؤولة كمجتمع محلي على ضرورة المحافظة على النظافة أمام أبواب المدارس، وعدم ترك أكياس القمامة بالقرب منها.
والنقطة الأهم أثناء عودة التلاميذ بأمان إلى المدرسة هي متابعة الوضع الصحي بهم، ومراقبة التلاميذ الذين لديهم ارتفاع حروري، أو يعانون من كسل وخمول داخل غرفة الصف، والمتابعة من قبل الإدارة والاتصال بأولياء الأمور في حال ظهور أعراض مرض بادية على وجوه أبنائهم، من دون إشاعة الخوف والذعر في نفوسهم.
وأخيراً أكدت المرشدة النفسية على جميع الأهل في حال ظهور أي إصابة لأحد أفراد الأسرة بـ “كورونا” من الضروري إخبار المدرسة لإيجاد صيغة معينة لتبرير الغياب، وعزل التلميذ كي لا ينقل العدوى لأصدقائه في المدرسة .