الصداقة الافتراضية .. هل تقلل الشعور بالوحدة؟
الصداقة الافتراضية ليست على مستوى القيمة مع الصداقة الواقعية نفسها، فوجود المئات من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» لا يغني عن ضرورة وجود أصدقاء مقربين في الحياة الواقعية.
ويرى خبراء علم النفس أنه لا يوجد ما يمنع إقامة صداقات افتراضية، مادامت هناك صداقات واقعية عرضة للخيبة والخداع، خصوصاً أن بعضاً منها يتطور إلى صداقات حقيقية ينقصها اللقاء فقط.
وفي رأي الاستشارية التربوية ربى ناصر فإن الصداقة الافتراضية هي نوع من التواصل الاجتماعي الكتابي والفوتوغرافي، يأخذ من وقت الشخص ومشاعره، ويعطي إحساس الانتماء لعالم فرضته علينا التكنولوجيا الحديثة, في الحقيقة هو قاتل للوحدة حيث يقضي الشخص وقته في عالمه الافتراضي الخاص، الذي يشبع لديه الإحساس بالقيمة المجتمعية التي يحتاجها، في ظل شعور الوحدة التي يشعر بها في عالمه الحقيقي، لكن ومن وجهة نظر شخصية قد يقتل التواصل الإلكتروني الوحدة لكنه لا يلغيها أو يخفف من وطأتها، فعندما يعود الشخص لحياته اليومية من دون وسائل التواصل سيشعر بإحساس وحدة مزدوجة، لأنه فاقد للاثنتين معا، لهذا فالتواصل والصداقات الافتراضية مع أشخاص افتراضيين ربما سيكون مريحاً نفسياً لكنه ليس حلاً دائماً، ويجب التوجه للانخراط بالمجتمع أكثر من التعمق بالصداقات الافتراضية الإلكترونية، لأنه مهما تطورت الصداقة الإلكترونية لا يمكن أن تصل إلى عمق ومتانة الصداقة الحقيقية والواقعية، فالاتصال المباشر عنصر أساسي في الصداقة على الأقل في أطوار تكوّنها الأولى، كما أن النشاطات المشتركة، والمواقف التي تجمع الأفراد معاً هي التي تجعل الصداقة أكثر عمقاً وقوة، ولا يمكن القول إن الراحة في الحديث مع صديق الإنترنت تجعل الصداقة قوية وعميقة، بل إن البعض قد يضع توقعات مرتفعة لعمق ومتانة الصداقة الإلكترونية تجعله متفاجئاً عندما يشعر أنها مجرد صداقة عابرة، أو إنها أضعف من الصمود بوجه مواقف صغيرة وتافهة.