سلة السيدات معاناة في الخفاء

دوري كرة سلة السيدات لهذا الموسم أظهر شيئاً من التحسن والتميز بلقاءاته قياساً بالأعوام السابقة ورسم صورة جميلة وحقيقية لطبيعة التنافس، ولاسيما في الأدوار النهائية منه، ولكن ليس كل ما يلمع ذهباً وإن ظاهر الأشياء لا تعكس دائماً حقيقتها، فهناك الكثير من الملاحظات والفجوات التدريبية والعقبات التأهيلية التي كانت سائدة في المراحل السابقة لإعداد لاعبات الفرق والتي خيمت على نشاطات هذه اللعبة الأنثوية وأدت إلى تأخير مستوياتها الفنية، وإذا ما استثنينا جائحة كورونا من حساباتنا فإننا نستطيع أن نوجز بعض الأسباب الجوهرية التي أدت إلى تراجع السلة النسوية وأولها قلة النشاطات السلوية الدولية وابتعادنا عن المشاركات الخارجية ومحدودية تواجد البنية التحتية للتدريب المناسب كالملاعب والصالات المؤهلة بشكل دائم باعتبار أن من أهم مقومات رفع المستوى الفني للاعبات هو تكثيف التدريب وتركيزه، و أن الثقافة السائدة بعدم الاهتمام الجدي بهذه اللعبة من قبل الأندية بالشكل المناسب لعبت دوراً مهماً في العوامل السلبية التي زادت من تهميش هذه اللعبة في الساحة الرياضية أيضاً رغم أن الاتحاد يبذل جهداً ولكنه خجول بعض الشيء ولم يصل إلى درجة الرعاية والدعم المطلق لها كالألعاب الرياضية الأخرى ، لذلك نرى أن هناك اختلالاً في ميزان الإعداد للاعبات وتأهيلهن استعداداً لأي استحقاق مستقبلي، فالأندية ذات الثقل المالي تفردت باستقطاب اللاعبات المميزات واللاتي يمكن أن يرفعن سمعة هذا النادي وأسهمه، وبناءً على ذلك تدرجت أهمية الأندية من خلال قدرتها على المنافسة في اقتناء اللاعبات الأبرز الأمر الذي ساهم في فرز غير عادل للأندية السلوية النسوية وجعل النشاطات والفعاليات ومنها الدوري العام يقتصر التنافس القوي والفعال فيه على أندية محدودة و لاسيما في نهائيات هذا الدوري، رغم أن هناك بعض الأندية كانت تراهن على السباق لنيل لقب هذا الموسم ولكن ما لم يكن بالحسبان قد وقع ، فمثلاً تعدد الإصابات للاعبات الأساسيات في بعض الفرق حال دون الفوز لأن البديلات غير مؤهلات بشكل مناسب وهنا يظهر لنا الفشل في تأهيل اللاعبات الرديفات من الفئات العمرية، نتمنى النجاح للجميع وأن يكون تكافؤ الفرص حاضراً للأندية والعمل على ردم الهوة وتقليل مسافات التباين بينها من خلال الدعم ورعاية الأندية المتعثرة وخلق الظروف المناسبة لتطوير هذه اللعبة، وضرورة تأهيل الفئات العمرية الصغيرة لأنها الحل الوحيد والبديل الجاهز لسد ثغرات الغياب من ( إصابة _ اعتزال _ انتقال _سفر ـ….الخ) .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار