لو أنك تريثت قليلاً ؟
خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ الخلق، وتكفل جلّ وعلا برزقهم وأقواتهم ومعايشهم، يقول الله تعالى: “وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِي ٱلْأَرْضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍۢ” (هود: 6 ) لقد تكفَّل الله برزق جميع ما دبَّ على وجه الأرض، تفضلاً منه، ويعلم مكان استقراره في حياته وبعد موته، ويعلم الموضع الذي يموت فيه، كل ذلك مكتوب في كتاب عند الله مبين عن جميع ذلك. والإنفاق على الفقراء والمساكين هو العنوان الأبرز في شهر رمضان وهذا الإنفاق يعتبر عبادة مهمة ولايشترط أن يكون المرء غنياً ليساهم في مساعدة وتقديم العون لمن يحتاجه ومن هنا كانت فطرة رمضان إنفاق صغير عن كل صائم ولا يكتمل الصيام إلا بهذا الإنفاق الذي قد يكون عينياً أي مواد غذائية أو مادياً بتقديم مبلغ من المال .. وكلمة الأقرباء أولى بالمعروف هي الأهم فكل شخص أعرف بالمحتاجين من جيرانه أو أقربائه ولا معنى أن نتبرع لجهة مجهولة بينما نحن نعلم بمحتاج قريب منا .. والبعض قد يتوقف عن الإنفاق وقد أخذته حال من الشح أو الخوف من التغيرات الاقتصادية على ألا ينفق وألا يبذل في هذا الشهر الكريم وفي غيره،رغم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.. وقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لاينقص مال من صدقة بل الله يرزق صاحبها ويزيد له في رزقه وصحته وعائلته وهناك الكثير من الآيات التي تؤكد أهمية الإنفاق على الفقراء والمحتاجين وعدم التخلي عن هذه الشريحة من المجتمع التي تعاني ضعفاً في الدخل وفي المردود المادي و كثير من الناس والأغنياء منهم خاصة لا ينفق إلا قليلًا في أثناء حياته، ثم إذا مرض أو دنا أجله وقربت وفاته علم أنه لن يأخذ من ماله إلا ماتصدق به وعمل به عملاً صالحاً فيحاول أن يعوض ما فاته فيكتب وصيته ليتبرع بجزء من ماله لأعمال الخير كبناء مدرسة أو ملجأ أو كفالة أيتام وغير ذلك أو بربع أو ثلث ماله لله وللمحتاجين والفقراء والذي يحدث في الغالب: أن الورثة لا يهمهم إلا إرثهم، أما الوصية، فإنهم يحرصون على التخلص منها بأية وسيلة ، وينتج عن ذلك أن كثيرًا من الأوقاف والأموال الموصى بها تضيع ولا تذهب إلى من يستحقها !. فهذه الأموال الموصى بها في كثير من الأحيان لا تؤدي دورها الذي رجاه صاحب المال وجمعه وتعب عليه طول حياته؛ لأنه غاب عنها وخشي على أمواله من الإنفاق ثم وكلها إلى غيره. فضاع عليه الأجر والثواب , يقول الله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} .