التستر على أخطاء الأبناء قد يدفعهم إلى الانحراف
بدافع العاطفة والشفقة والخوف تتستر الأم في بعض الأحيان على الأخطاء الصادرة عن أبنائها، خوفاً من عقاب الأب، خاصة إذا كان قاسياً في تربيتهم، إلا أن تستر الأم باستمرار على أخطاء ومشكلات أبنائها قد يوقعهم في أخطاء كبيرة، وقد يكون سبباً في حيادهم عن المسار الصحيح، هذا التستر سيعلّمهم الخداع والكذب والسرقة في بعض الأحيان.
السيدة رويدا أم لثلاثة أبناء تعترف بأنها تخفي عن زوجها ما يقوم به أبناؤها من تصرفات خاطئة، لأنها تعلم أنه سيتعامل معهم بالضرب، الذي باعتقادها لن يحل المشكلة، وتقرّ رويدا بأن أسلوبها خاطئ، ولكنها في الوقت نفسه ستتألم إذا عوقب أحد أبنائها بالضرب، وتفضل أن تحاور أبناءها وتحل مشكلاتهم بنفسها، محاولة عدم زج الأب فيها، خاصة أنه يغيب ساعات طويلة عن المنزل.
ليلى أحمد مرشدة تربوية ترى أن تستّر الأم على أخطاء أبنائها يتسبب في تفاقم المشكلات، ووقوع الأبناء في أخطاء أكبر، وبذلك تكون الأم قد تسببت وبلا قصد في حيادهم عن المسار الصحيح أو تعليمهم صفات غير محببة.
د. عائشة ناصر في كلية التربية جامعة دمشق ترى أن المسؤولية في حلّ مشكلات الأبناء تقع على عاتق الأبوين، فمن الضروري أن تصارح الأم زوجها بكل ما يخص الأبناء، فهو يمتلك الخبرة الكافية، خاصة إذا كانوا ذكوراً فلديه عدة وسائل لعلاج المشكلة، ولا مانع أن تكون الوسائل قاسية في بعض الأحيان، إذا كانت تتعلق بالإدمان أو التدخين أو مصاحبة رفاق السوء، وفي هذه الحالة حتى نكسب أبناءنا تقول د. ناصر: الحوار والصداقة له أكبر الأثر في تعلق الابن بأبيه وزوال الرهبة بينهما، وتشير إلى أن مسؤولية تربية الأبناء لا تستأثر بها الأم وحدها، فالأب أيضاً معني بكل ما يجري مع أبنائه، وبذلك توجد صيغة للتعامل مع المشكلة من دون اللجوء إلى العنف، أو غضب الأبناء من الأم لأنها أخبرت والدهم، ومن وجهة نظرها فليس من مصلحة الأم أن تتستر على عيوب أبنائها، لأنهم في هذه الحالة سيستغلون المواقف ويظنون أن كل شيء بات مسموحاً لهم، لأن والدتهم تسترت عليهم، ومعنى ذلك أنها راضية عما يقومون به، ومن هنا ندرك أن حرص الأم على مشاركة الأب في كل شيء يجعل الأبناء يعرفون ما يمكن أن يقبله أو يرفضه الوالدان.