دروب الخيرات..!
لم يصدق أهالي الضيعة الصغيرة أن تلك المرأة الريفية الطيبة ذات الـ48 ربيعاً ستغدو عنواناً وقدوة لخوض مضمار المشاريع الصغيرة وفتح الأبواب لفرص عمل لشباب وبنات الضيعة، بحثت عن أكثر شيء تتقنه فدخلت عبر عمل صغير وحلم كبير في مجال صناعة المونة والمربيات، قبلت تحدي العمل في مشروع خاص لتعيل أسرتها المكونة من ستة أفراد.. تشاهد على واجهة دكانها الصغير مجموعة جميلة معبأة باتقان وعناية من «المطربانات» الزجاجية التي تحوي أصنافاً متعددة من المربيات والفواكه كالمشمش والفريز واليقطين والتين وكل موسم حسب ما يتوفر فيه من أصناف الفواكه والخضراوات.
قررت أن تساهم في إعالة أسرتها، امتلكت أسباب الشجاعة ودربت نفسها على التحمل والعمل، كانت تنتظر فرصة صغيرة لتبدأ مشروع حياتها.
ما تقوم به هذه السيدة الريفية القديرة هو برهان عملي على أن الجلوس وانتظار فرصة العمل لن يتحقق أبداً من دون مبادرة ودوافع ذاتية ورغبة حقيقية بالعمل، وكثيرات يشبهن هذه السيدة خرجن من أسوار البيت إلى مواجهة صعوبة الحياة التي تطرأ نتيجة ظروف مختلفة وأثبتن أن المرأة المعيلة قادرة على افتتاح مشروع صغير والنجاح فيه، فهي لا تغامر أو تخاطر أو تسرف في مشروع يمثل أملاً لأسرتها، بل تراها ملتزمة بإنجاحه وتميزه.
وقد عرف المجتمع السوري باعتماده على الصناعات الصغيرة والصناعات الريفية، ومثل هذه المبادرات تجد بعض المؤسسات التي تحتضن أصحابها من خلال تدريبهم على التوضيب والتسويق.
إن الأبواب مفتوحة أمام الشباب والخريجين الجدد لفتح دروب جديدة في سوق العمل والحصول على قروض وتمويل من مصارف التمويل الصغير أو حتى من القروض الطلابية بموجب المراسيم الجديدة التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد، واليوم نحتاج إلى من يملك أسباب العلم والمبادرة ليضيء شمعة ويصنع نوراً في حياته ويكون قدوة للآخرين.
لسنوات طويلة نجد الكثير من الشباب كانوا يقفون على أبواب المؤسسات وينتظرون عملاً وظيفياً، وقد مرّ على تخرجهم في الجامعة وقت طويل، ويحجمون عن العمل الخاص لأنهم يخشون الخسارة، خسارة كل شيء وهم أصلاً لا يملكون إلا اليسير، لكن التدريب والمبادرة المحسوبة قد يحققان نجاحاً ومستقبلاً يفوق أحلامهم في الوظيفة.