الوهم واللغو والتأثيم
ثمة من يحاول خداعنا .. وتشويه تفكيرنا .. من خلال جعل الافتراضي حقيقياً ..!! لكن لا يمكن للافتراضي أن يكون واقعياً ..
ثمة من يحاول أن يُدخل القلق والخوف واليأس إلى القلوب الشابة.. يستغل برد الشتاء وشظف العيش وقلة الحيلة.. يصور له الوطن صحراء لا نبتة خضراء فيها ويصور الاغتراب أفقاً ينتظر أن يستقبلك استقبال الفاتحين .. وهذا هو الوهم الافتراضي بعينه ، و نحن نقول: إنه افتراضي لأنه يستشري كالحمى في مواقع التواصل الاجتماعي مستهدفاً فلذات أكبادنا .. لكن لننظر في هذا العالم الكبير فمن يعيش بلا معاناة ..؟ ومن يصنع مستقبلاً إذا لم يبنِ حاضراً ؟
هذا الوطن الجميل عشقناه في الحقيقة وفي الكتب والشعر وفي تحية العلم والوقوف بشموخ عند كل محنة وهتفنا باسمه في كل انتصار ..
حب الوطن تربية وسلوك وثمة من يحاول أن يكسر كل القيم والمعاني الجميلة في عشق الوطن في قلوب أبنائنا ويجعل الحلم الافتراضي بالسفر سفينة الأمل بحياة أكثر سعادة في البعيد حيث لا تشرق الشمس إلا باستحياء ويتراكم الثلج في القلوب أكثر منه في الشوارع ..
فحري بوزارتي التربية والتعليم في المدارس والجامعات إضافة مادة تدريسية وأخلاقية تعلم الجيل الجديد كيف يعشق وطنه وكيف يفكر ببنائه لا بهجره.. و كيف يجعله أجمل الأوطان وأرقاها ولا يتخلى عنه مهما كبرت محنته ويدعم مشاريع طلابنا ويأخذ بيدهم ويؤمّن مستقبلهم في حضن وطنهم .
تمسك بكل ذرة تراب وعانق كل شجرة وابتسم في وجه كل غريب لجأ إلى حنان قلبك .. وزمجر في وجه كل عدو .. علمه البكاء والهرولة إلى حضن أمه ..
الفرق بأن تمدّ يدك بكلمة ليتكئ عليها من هو أضعف منك وتهمس في أذنه: لا تخف أنا معك أدعمك وأساعدك وأتقاسم رغيف خبزي بيني وبينك ! بلادنا الجميلة تشرق فيها الشمس وخيراتها كثيرة !!
ما أطيب العيش في وطني ..أشتم فيه عطر آبائي وأجدادي وذكريات طفولتي .. لاتصدق ما يقال عن وطنك ..فالحياة لا تحلو إلا في ظل ياسمينه فكيف إذا كان وطنك الشام .. والملائكة باسطة أجنحتها فوق أرض الشام ..؟؟