المشي أفضل الحلول !!
هي فعلاً أشبه بالمعركة اليومية التي نخوضها كل مطلع شمس للحصول على موطئ قدم في أية حافلة لتقلنا إلى الجهة التي نقصدها , بل أصبحت جزءاً من عاداتنا اليومية ، وإن حدث أن مرّ يومنا بأمن وسلام .. فسنهمس في أنفسنا: ( هذا بفضل تدخل العناية الإلهية) ..!
لمن يهتم من القيمين على قطاع المواصلات , ما عليه سوى التواضع والتكرم والمرور بسيارته من أمام منطقة جسر الرئيس – البرامكة – سانا – الفحامة , هذا المشهد لوحده يلخص واقع المواصلات, فالبؤس وحجم المعاناة على ملامح وجوه الناس التي أتعبتها سنون الحرب الطوال, إلى حدّ لم يعد معه حتى الشاب الصغير يقوى على الانتظار , في المقابل الجميع يدرك جيداً الظروف الصعبة والضغوطات التي تمارس علينا ,و يدرك أيضاً أن هذه المشكلة ليست وليدة الظروف الراهنة وإنما هي مشكلة تاريخية , فمشهد الازدحام هو ذاته و(لتذهب لعنة الكورونا إلى الجحيم ) خاصة في وقت الذروة ، حيث التسابق والتدافش من كل حدب وصوب لم يخترق هذا المشهد سوى عدد من الدراجات التي تنقل راكباً أو اثنين وهذه الحالات تبقى في حدود المبادرات الفردية , لتبقى تصريحات القيمين على هذا القطاع من قبيل: ستتم مراقبة الخطوط , سيتم تشديد العقوبات في حق المخالفين .. في حدود الكلام ليس إلا ..
في معزل عن كل تلك الظروف القاهرة يبقى المواطن المسكين هو البطل المعتاد على تحمل كل الظروف, وعليه دفع ضريبة التأخير عن الوصول إلى عمله في وقته المحدد.
عليه دفع ثمن سياسات لمشاريع بقيت ضمن الأدراج ولتأتي الحرب شماعة نعلق عليها أسباب إخفاقنا ..
عليه أن يدفع ضريبة ارتفاع أسعار المحروقات ووو..الخ .. كما أنه عليه إتقان رياضة المشي جيداً وهذا أفضل الحلول ..
إن الألم والانتظار الذي يعتصر قلب كل مواطن منا وصل إلى أقصى حدود المعاناة اليومية فهل تحرك الجهات المختصة ساكناً بإيجاد حلول ولو بحدود مراقبة تواتر الباصات لأن البعض من السائقين بات يعمل على مزاجه , هل تشجع على إشراك القطاع الخاص بشكل أكبر بما يساهم في حل جزء من أزمة مزمنة ..؟!