تفاجأنا هذا العام بمعايدات ومباركات الجمهور الافتراضي على صفحات «فيسبوك» باحتفالية مسماة «اليوم العالمي للرجال»، احتفالية جاءت معرفتنا بمناسبتها بتوقيت درامي تراجيدي, حيث وصل الخبر للنسوة وهن يقفن أمام الفرن للحصول على الخبز ساعات أو يحملن جرة الغاز الفارغة لأقصى دكان يتم فيه توزيع جرار الغاز «وعلى عينك يا أب وابن وابن عم وخال»..أو أنهن مشغولات بجدولة المصروف، فالخمسة آلاف ليرة الموجودة فوق القلب والملفوفة بمنديل من شدة الحرص, هل تكفي مصروف اليوم والغد؟ إضافة لكيلو البندورة والبطاطا, هل يمكن تحصيل حبتي برتقال؟؟
مع توقيت وواقع حال كهذا, كيف سيتم الاحتفال ( بهم ولهم) معشر الرجال الذين بسببهم تلاشت جلسات الصباح, وماعادت «روزنامة» الجارات تسمح بـ«صبحية» قهوة و«متة» و«بزورات» وزيارات.. والسبب قبل غلاء الأسعار أنه لا أحاديث ممكن أن تلبي المطلوب من تلك الجلسات المتوارثة، فلا «فشخرة ولا شوفة حال» في جعبة النسوة بشكل عام وزنودهن وجيدهن خالٍ من الذهب وهدايا, باتت فعلاً ماضياً وحكايا «الكان ياماكان» حتى أخبارهن وقصصهن باتت خاوية ويتيمة رومانسية ودلالاً .. فالجلسات النسائية كانت مبنية أساساً على «جزدان» الرجال وراحة باله التي باتت مفقودة اليوم من جراء سعيه وراء حل لمعادلات مستحيلة التحقيق وتحصيل ضروريات العيش المستور ودفع الفواتير المنزلية والدروس الخصوصية و«جاكيت وبنطلون وكنزة صوف» تقي أبناءه لسعة البرد ريثما يتم تأمين المازوت ومَأْثَرَة البطاقة الذكية..!!
يوم عالمي للرجال والكهرباء مقطوعة وجميع أفراد الأسرة مجتمعون بغرفة واحدة والاحتفال به قائم على قدم وساق عنوانه نظرات عتب وشكوى من الزوجة والأبناء لرجل محتفى به قليل الحيلة أمام تركيب مولدة أو بطارية أو حتى الشراء من السوق السوداء «بيدونة» مازوت بسعرها الكاوي, كما نار «الصوبيا» وفحم «أركيلة» المراهقين الكبار.
يوم عالمي للرجال كان الأجدى التعتيم عنه كمناسبة تطلب الاحتفال في ظل شتاء قارس, كانونه على الأبواب ومشاعر الجميع تساوت بجندرة وجع وأسى يتقاسمه الرجال والنساء على حد سواء.
لذلك وريثما تتم تعبئة خزان المازوت وتأمين جرة الغاز والقدرة على مد «سفرة» مكونة من «الفتات والفتوش» بخبزها المقلي أو المشوي إضافة لربطة خبز إضافية في «فريزة» البراد سيتم تعليق الاحتفال باليوم العالمي للرجال «فااااا
معلشوها ياشباب!!!!»