ينهمك كل من ترامب وبايدن في توضيب أغراضهما، الأول ذهاباً والثاني إياباً. انتهت المعركة الانتخابية.. ونقطة من أول السطر.
بايدن وعد بتحويلها إلى نقطة عودة.. عودة أميركا لـ«الجلوس على رأس الطاولة لتقود العالم مرة أخرى». لقد غيّرت إدارة ترامب المشهد العالمي لذلك لن تكون إدارة بايدن «ولاية ثالثة لأوباما».. هكذا تحدث بايدن الذي وعد بتحقيق ذلك خلال الـ100 يوم الأولى من ولايته الرئاسية التي ستبدأ في 22 كانون الثاني المقبل.
ترامب لا يبدو أنه كان منصتاً لبايدن، صحيح أنه «سمح بنقل السلطة» لكن هذا لا يعني أنه رضخ ووافق على نتائج الانتخابات كما يقول، مضيفاً: إن معركته القضائية مستمرة ضد بايدن والديمقراطيين.
بكل الأحوال، لن يكون ترامب ومعركته تفصيلاً مهماً في المشهد الأميركي المقبل وإن كان سيبقى مثالاً للمقارنة.. الأنظار ستتركز على بايدن وكيف سيُصلح ما أفسده ترامب، وكيف سيعيد أميركا إلى مركز القيادة فيما العالم قطع شوطاً مهماً بعيداً عن أميركا باتجاه التعددية.
لا شك أن روسيا والصين ستكونان معنيتين أكثر من غيرهما، فهما من قادا وتقودان التغيير العالمي. هذا لا يعني أنهما ستخرجان من تصنيف «العدو الإستراتيجي».. بايدن لن يغير هذا التصنيف ولكن سيتعاطى معه بمقاربات مختلفة.
مع ذلك، ليس معلوماً حتى الآن، أو أنه بالإمكان توقع الطريقة التي سيتعامل بها بايدن مع روسيا والصين، بايدن قال إن إدارته لن تكون ولاية ثالثة لأوباما، ولكن في الوقت نفسه كل الإدارات الديمقراطية -وليس إدارة أوباما فقط- كانت متشابهة في السياسات الخارجية.. وما الذي يمكن أن يفعله بايدن ويختلف به عن إدارة أوباما إذا كان أول ما صرح ووعد به هو إعادة أميركا إلى الاتفاقات والمعاهدات التي وقعتها إدارة أوباما.. وإذا كان سيعيد التعامل مع روسيا والصين إلى ما كانت تعتمده إدارة أوباما؟
فقط منطقتنا هي من ستكون خارج «دائرة العودة»، بايدن لن يُسقط ما اتخذه ترامب من قرارات و«حروب» حتى وهو يقول إنه سيعمل على عدم إدخال أميركا في «حروب غير ضرورية» إذ سبق لترامب أن قال الأمور نفسها. لن يسقط بايدن ما اتخذه ترامب من قرارات داعمة للكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية.. لن يوقف مسار التطبيع.. لن يوقف الحروب التي افتعلتها أميركا ضد الدول العربية، ولن يوقف الحصارات الجائرة والعقوبات الأحادية لكل من يقف بمواجهة الهيمنة الأميركية.
إذاً ما الفرق بين بايدن وترامب؟
لا شيء، تتغير الوجوه فقط ..