دعم نفسي
حالات من العنف والمشادات بين الطلاب في بعض المدارس بتنا نسمع عنها بين فترة وأخرى, وللأسف كانت لبعضها منعكسات سلبية وخطيرة ,هذه التصرفات تعود أسبابها بالدرجة الأولى إلى تأثر جيل اليوم بظروف الحرب وما أفرزته على سلوكياته, حيث فتح عينيه على مشاهد الدمار وعلى صور مؤلمة أثقلتنا بها الحرب أو على فقد آبائهم أو أفراد من عائلاتهم أو حتى انشغال أهاليهم عنهم لتأمين متطلبات الحياة المعيشية لتأتي بعدها ظروف وباء كورونا والتخوف لدى الجميع من انتشاره, كل ذلك لابد من أن يترك آثاراً نفسية على هذا الجيل.
وهنا نقول: إن استمرار العملية التعليمية وتحدي جميع الظروف لتنشئة جيل اليوم على درجة كبيرة من الأهمية ولكن يجب أن يوازيه الاستمرار في الدعم النفسي والاجتماعي لهذا الجيل وهذا الدور يقع على عاتق المرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس.
وهنا تبرز ضرورة إيلاء هذا الجانب كل الاهتمام والتركيز عليه كعنصر محوري يواكب العملية التعليمية لمحو الآثار النفسية السلبية التي خلفتها الحرب حتى نضمن اندماجهم الصحيح في مدارسهم وانخراطهم بالعملية التعليمية للوصول إلى النتائج المأمولة.
قد يقال: إن جميع المدارس تضم تلك الكوادر ولكن قد لا يكون الكثير منها على الدرجة نفسها من الفاعلية للقيام بالدور المنوط بهم, وذلك لأسباب عدة كعدم قناعة بعض إدارات المدارس بأهمية وجودهم أو تعتبرهم منافسين لها في التقرب من الطلاب, بالإضافة إلى أن بعض المرشدين أنفسهم يعتبرون عملهم وظيفة روتينية تؤدي لاستلام أجر في آخر كل شهر ,علماً أن دورات عدة أجريت لتأهيل هؤلاء المرشدين, وهنا لابد من التركيز على دورهم وإعطائهم مجالاً للقيام بمهامهم التي وجدوا من أجلها على أكمل وجه لا أن يتم التعامل معهم على أن دورهم ثانوي, وهذا يتطلب توفير مستلزمات عملهم كأن يتم تأمين غرف خاصة بهم لأن عملهم وتعاملهم مع الطلاب وسبر دواخلهم يحتاج إلى نوع من السرية ليتمكنوا من بناء جسور الثقة بينهم وبين طلابهم وبالتالي احتواء مشكلاتهم والوصول إلى النتيجة المرجوة.
فهل نرى تركيزاً أكبر على تفعيل دور هؤلاء المرشدين بالتوازي مع التركيز على الجانب التعليمي ولاسيما أن مرحلتنا الحالية تتطلب مضاعفة الجهود في هذا المجال تحديداً أكثر من أي وقت مضى ؟