بما أن الحديث عن الخبز والكهرباء والغاز والمازوت والبنزين والغلاء، أصبح أسطوانة «مشروخة»، فلننتقل إلى أسطوانة المصطلحات «الفيسبوكية -المشروخة» هي الأخرى، فهي، على الأقل، لا تقضّ مضجع أحد ولا تستفزّ مقصّ رقيب، لأن نقطة سوداء في هذا البحر «الفيسبوكي» الأزرق لن تجعله كحلياً بالتأكيد!.
المصطلحات أيها السادة على «الفيس»، أصبحت تثير الاشمئزاز من شدة التكرار وقلة الإبداع والاختراع، رغم إغواء اللغة العربية العميقة، ورغم المترادفات الجمّة والألفاظ والمفردات التي لا يشق لها غبار في الوصف والتعبير والإخبار.. وأكثر ما يثير السخط في هذا الإطار، كلمة «منوّر» التي تتكرر غالباً على الصور الشخصية التي ينشرها المشتركون، وأيضاً عبارة «تحية عطرة» وكذلك «حضورك البهيّ», وكأن هناك متلازمة لغوية انتشرت كالمرض بين البشر, ولم يعد الفكاك منها أمراً ممكناً، رغم ما تحدثنا عنه حول أغوار اللغة وإمكانية الغوص فيها لانتشال المفردات كالآلىء من القاع.
منوّر، أخي المواطن.. بطلّتك البهيّة على ضوء «البيل», وجلوسك الباهر في «السرفيس».. منوّر بوجهك الكالح، وطعم حياتك المالح.. وبـ«كورونك» الجائح.. و«الله منظرك يوحي بأنك سائح». خاصة وأنت تولم الذبائح، احتفالاً بـ«ربطةٍ» أو «جرّةٍ» من دون أن تهتمّ للمدائح.. منوّر وتحية عطرة، نرسلها إلى جبهتك النضرة، الخالية من التجاعيد، بفعل الغذاء مع الفيتامينات والحديد.. فوالله أسعدنا حضورك البهيّ في «اللوك» الجديد.. كأنك فارس من أيام زمان.. رغم أنك بلا نعلٍ ولا كساءٍ ولا «مطربان».. منوّر أخي «الغلبان».. يا (بالع الموس على الحدّين)، من «تمّ» ساكت، ومن دون أن تسأل «منين أو لوين».. فالقناعة كنز «لا يغني».. والدنيا تؤخذ بالتمنّي.. أقول قولي هذا مع أنّي.. (كرهان حالي).. والقلب مقهور… «عرفتوا كيف»؟.