اتهام متبادل!
«جاءت لتكحّلها فأصابتها بالعمى».. و«من فمك أدينك»!
هذه حال وزاراتنا مع تصريحاتها عندما تحاول أن تنفي علاقتها بأزماتنا المعيشية من قريب أو بعيد، ما يوقعها في المحظور وشرّ أعمالها، وذلك عندما تحاول أن ترمي الكرة في ملعب وزارة أخرى بحيث تقوم تلك الوزارة المتهمة وبهجمة مرتدة بأن تودع كرة « أزمتها» في شباك الأخرى في ضربة قاضية.. حينها يأتي الرد صاعقاً ومباغتاً ليكشف المستور ويكشف سوء العلاقة وضعف التنسيق بين الجهات العامة و«الشربكة» في ذلك، وعموماً هذه «الشربكة» هي التي تُشربك حياة المواطن وتعقّد من عيشه!
كما الجدل العقيم الذي يشبه جدلية (البيضة والدجاجة) التي لم تُحسم بعد، حيث لم يوفر دعم الحكومة وملياراتها التسعة للدواجن أي حضور يذكر على موائد الفقراء، بل على العكس من ذلك فقد ارتفعت أسهم البيضة على حساب الدجاجة مسجلة ارتفاعاً غير مسبوق فاق كل تصور، ولم يعد يهم المواطن تلك الجدليات العقيمة بل ما يهمه هو الحصول على البيضة والدجاجة معاً!
وبالعودة إلى جدلية (رمي الكرة) بين الوزارات وكلٌ يرمي تهمه على الآخر بينما يغرق المواطن في وحل ومغاطس الشوارع وحماماتها الطينية بعد مطر غزير، ويزيد في هذا الغرق غرقه في عتمة النفط والكهرباء معاً ووعود «النفط» و«التجارة الداخلية» بتوزيع ٢٠٠ ليتر مازوت تدفئة للمواطن، ولكن عجزها عن ذلك دفعها لتخفيض الكمية إلى ١٠٠ ليتر كدفعة أولى وهكذا..
بين الاتهام والاتهام المتبادل، وبين الوعد والوعيد، يبقى المواطن ينتظر رحمة الله، ينام على وعد ويصحو على حلم قاتم قتامة الصورة التي ترسمها إجراءات المعنيين وتقصيرهم في ذلك!.