أقل من أسبوع على «الثلاثاء الكبير» في الولايات المتحدة الأميركية.. ما زال كل من ترامب وبايدن في موقع اللايقين نفسه، فلا استطلاعات الرأي تمنح بايدن الطمأنينة رغم أنها تشير بمجملها إلى تقدمه الأكيد على ترامب.. ولا استحواذ ترامب على ساحة الاهتمام الداخلي و(الخارجي) يمنحه طمأنينة الفوز، ونقصد هنا بالدرجة الأولى ما يقدمه للكيان الإسرائيلي، وما قد يقدمه له في الأيام القليلة المقبلة في سبيل استقطاب كامل دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
في اليومين الماضيين ربما كان لافتاً أن بعض استطلاعات الرأي منحت ترامب تقدماً من نوع ما، وهو وإن كان بسيطاً إلا أنه بلا شك سيقلق الديمقراطيين ومرشحهم بايدن خصوصاً وأن هذا الأخير زادت تلعثماته وزلات لسانه، بما سيجعل الناخبين يتوقفون عندها ويتساءلون إذا ما كان ترامب محقاً في التشكيك بحالة بايدن الصحية والذهنية، وفي قدرته على الحكم والإدارة في مرحلة تواجه فيها الولايات المتحدة تحديات وجودية بكل معنى الكلمة.
«كان بايدن جزءاً من كل قرار فاشل على مدى أربعة عقود قضاها على ساحة الفعل السياسي في الولايات المتحدة» هذا ما يقوله ترامب، حتى وصل الأمر ببايدن إلى نسيان اسم ترامب في إحدى المقابلات حيث سماه جورج، ليعمد المذيع بعدها إلى إنهاء المقابلة تحسباً لهفوات أخرى، لكن وسائل التواصل الاجتماعي كانت بالمرصاد (وترامب طبعاً) ليتحول بايدن إلى مادة للسخرية والاستهزاء، تماماً كما هو حال ترامب وهفواته وزلاته طيلة السنوات الأربعة الماضية من ولايته.
ترامب أكثر من جرب السخرية والاستهزاء ويعرف تماماً كيف يمكن أن تؤثر خصوصاً عندما تأتي في الوقت القاتل، وما تبقى من أيام على الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني المقبل، هي بالنسبة لكل من ترامب وبايدن أيام قاتلة، بمعنى مصيرية لا يجوز فيها التهاون أو ارتكاب الأخطاء، كبيرة كانت أم صغيرة.
بكل الأحوال، ما زال المراقبون يتوقعون حدوث مفاجآت في الأيام القليلة المقبلة، ليست متعلقة بالضرورة وبصورة مباشرة بالانتخابات. هذه المفاجآت قد تكون أحداثاً من نوع ما، خارجية ربما، يكون لها تأثير مباشر على الانتخابات، أي تأثير يقلب المعايير في اللحظة الأخيرة، بمعنى يحرف نيات التصويت بصورة حادة باتجاه أحد المرشحين ترامب أو بايدن.. وما علينا سوى الانتظار.