هل عجز المعنيون ؟!!

أزمة نقل خانقة يعيشها المواطنون يومياً في دمشق كما العديد من المحافظات ولاسيما في تجمعات ومواقف الباصات, وكأن المواطن لا ينقصه إلا هذه الأزمة حتى “تكتمل معه” ليجمع المجد من أطرافه .
هذه الأزمة ليست وليدة اليوم بل يمكننا القول: إننا بتنا نتعايش معها حتى صار لزاماً علينا القبول بها وسط وعود ووعود من الجهات المعنية بحلها, تلك الوعود التي لا تخرج عن إطار التسويف والمماطلة ليبقى الوضع على ماهو عليه ، قلة في أعداد وسائط النقل.. وإن وجدت فإن السائقين يتحكمون بمسار الخط أو بالأجرة التي يفرضونها وما على المواطن إلا أن يدفع بالتي هي أحسن أو أنه سيضطر للانتظار لساعات طويلة وسط معمعة لا تنتهي من التدافع و(التدفيش) وكأن الجهات المعنية عجزت تماماً عن القيام بحلول قد تخفف من هذا المشهد ,على الرغم من محاولاتها دعم بعض الخطوط بباصات النقل الداخلي إلا أن ذلك لم يغير من الواقع كثيراً ليبقى المواطن تحت رحمة أصحاب السرافيس .
تهديدات عدة سمعناها من تلك الجهات عن عقوبات ستتخذ بحق كل من يتعاقد مع مدارس أو يغيّر خطه المحدد إلا أننا نرى يومياً العديد من السائقين “طنشوها” وبعضهم يحصلون على مخصصاتهم من الوقود ليبيعونها بالسعر الحر وهم جالسون في بيوتهم دون أن يتكلفوا عناء العمل وقد تكون مربحة أكثر في وقت نرى فيه إجراءات المسؤولين عن مراقبة الخطوط يكتفون ببضعة ضبوط لا تقدم ولا تؤخر ولن تكون رادعة .
وهنا نقول: مع قلة حيلة تلك الجهات عن وضع حلول لهذا الواقع المزري ترى لو تم إلزام المعنيين بها بالتخلي عن سياراتهم لمدة أسبوع وبالتالي اضطرارهم للاستمتاع بالتنقل في وسائط النقل العامة.. ألن تتفتق أذهانهم عن حلول قد تنهي تلك المهزلة بعد أن يكونوا ذاقوا خلال هذه الفترة ما يعانيه المواطن يومياً من البهدلة و”الشنططة” والإهانات التي يتعرض لها حتى يتمكن من الوصول إلى بيته ؟ نعتقد لو عمل بهذا الحل لرأينا المعنيين يتسابقون فيما بينهم لإنهاء المشكلة واليوم قبل الغد .فهل بالإمكان اللجوء إلى هذا الحل رحمة ورأفة بمواطن أمسى عاجزاً حتى عن الشكوى ..؟ !

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار