مصير ترامب!

في غضون أيام قليلة يتحدد مصير دونالد ترامب في الرئاسة القادمة وبالتحديد في الثالث من الشهر القادم حيث تبدأ عمليات الاقتراع لانتخاب رئيس أميركي لولاية رئاسية جديدة مدتها أربع سنوات والمنافسة الساخنة على أشدها بين الجمهوري ترامب والديمقراطي جو بايدن ولم تحسم استطلاعات الرأي فوز أي منهما وإن رجحت بعد المناظرة الثانية والأخيرة كفة بايدن .
ولقد شهدت المناظرة التلفزيونية الأولى بذاءة وقباحة غير مسبوقتين من ترامب على وجه الخصوص ما استدعى وضع ضوابط للمناظرة الثانية ومنها إغلاق “المايكرفون” حتى ينهي المتحدث حديثه ضمن الوقت المحدد، والمقصود من الإجراء هو ترامب لكثرة مقاطعاته في المناظرة الأولى وربما هذا من أحد أسباب تراجعه في استطلاعات الرأي بعد المناظرة الأولى واستمرار انحدار الخط البياني لحظوظه إلى ما بعد المناظرة الثانية .
وركزت المناظرة الأولى في معظمها على القضايا الخارجية وكان اللافت فيها الرهاب الذي أصاب المرشحين الاثنين من قوة الثلاثي الدولي المتمثل بالصين وروسيا وإيران إلى درجة أن برزت “فوبيا” متزايدة من هذا الثلاثي لديهما، وكثرت مزاعمهما إلى درجة فاضحة “بتدخل الدول الثلاث في الانتخابات الحالية”، ما يعني –وفق هذه المزاعم- أن رئاسة الدولة العظمى قد أصبحت رهينة الخارج وبالتحديد بيد الصين وروسيا وإيران أيضاً.
كما ركزت المناظرة الثانية على القضايا الداخلية وبشكل أساسي على كورونا والفساد والحرب العنصرية التي أججها ترامب وتم التراشق بين المرشحين بتهم التهرب الضريبي وبالرشا التي تعاملا بها في الداخل والخارج، وكسب بايدن نقاطاً أكثر من ترامب نتيجة فشل الأخير الذريع في مكافحة وباء كورونا وتصدر الولايات المتحدة دول العالم حيث تجاوزت سبعة ملايين والوفيات ربع مليون .
ولولا أن شعر ترامب بأنه لن يفوز لما قال إنه “سيهاجر ويعيش خارج أمريكا إذا خسر الانتخابات”، وسواء فاز ترامب أو بايدن فلا فارق كبير بين الاثنين فيما يخص قضايا منطقتنا، إلا أن ما خلفته إدارة ترامب ليس مجرد صراعات عنصرية في معظم الولايات ولكنها حرب أهلية تهدد بتفكك الولايات المتحدة، ولن يطفئ أوارها فوز هذا أو ذاك بل سيزيدها اشتعالاً فوز ترامب واستمراره في الرئاسة أو حتى خسارته لأنه لم يسلم مفاتيح البيت الأبيض ويقر بالهزيمة بحجة “التزوير” كما صرح أكثر من مرة .
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار