المدارس للتفقد .. !!
حالة تلخص الواقع الذي وصل إليه حال التدريس والمدارس في بلدنا !!
ربما ليس الأمر جديداً، ولكنني كنت ممن تفاجؤوا بتلك الخلاصة:
اكتفى أحد الآباء بتسجيل ابنه في مدرسة، لأن القوانين تقتضي ذلك، وببعض العلاقات والتدابير، استطاع أن يعفي ولده من الدوام المدرسي، لكيلا يبدد الوقت في الذهاب إلى المدرسة والعودة منها ! وحوًل الرجل بيته إلى مدرسة لابنه، حيث خصص لكل مادة مدرس يأتيه إلى البيت، ويعطيه ما يفترض أن يحصل عليه الطلاب في مدارسهم وعلى مقاعدهم !
ربما هذه الحال أكثر شيوعاً مما نتوقع، ونأمل أن لا يكون العلاج بمزيد من التشدد في الدوام، لأن القضية أكبر من ذلك، وتحتاج إلى حلول جذرية لمشاكل ظلت تتراكم حتى تحولت غالبية المدارس إلى هياكل يقتصر دورها على تسجيل الحضور !
هل تكمن المشكلة في الطلاب أنفسهم، أم في طريقة تعاطي المدرسين مع الطلاب بعد انتشار ظاهرة التدريس الخصوصي لتحسين الدخل، بحيث أصبح دور الغالبية منهم في المدارس يقتصر على إثبات الوجود كحال الطلاب؟
عند الاستفسار من الطلاب يقولون : إنهم لا يفهمون على المدرس، وإن المتمكن بينهم تبدو عليه علامات التعب والإرهاق في أغلب الأيام، لأنه يمضي نهاره في الدورات الخاصة، وهذا الواقع ينطبق على المدارس الخاصة أيضاً كالعامة، ليصبح لزاماً على الأهل الراغبين بتفوق أبنائهم أن يتعاملوا مع المدارس كأنها غير موجودة، ويدفعوا مبالغ كبيرة ليتمكن الأبناء من حجز مقعد في التعليم العالي.
ليس من المنطقي أن يمضي يوم إضافي دون البحث في علاج جذري للحال التي وصلها الواقع التدريسي في بلدنا، لأن الخسائر يتقاسمها الجميع من الأهل الذين يتحملون كل هذه الأعباء المادية، ومن الطلاب الذين تفقد مدارسهم هيبتها أمامهم كل يوم، إلى المدرسين الذين يمضون نهارهم وهم يشرحون ويكررون دروساً كان يفترض أن تنتهي مع نهاية دوامهم، لكن هذا لا يحصل..
ليست العيوب في قطاع التعليم كغيرها من القطاعات، وكل يوم يمرّ دون علاج الحال الذي وصله هذا القطاع ببلدنا يعني خسائر لا تقدر بثمن.