أظهر رئيس النظام التركي رجب أردوغان نياته في السياسة الخارجية بشكل واضح في السنوات الأخيرة، بعد انخراطه المباشر في العديد من الصراعات في أكثر من منطقة، كان آخرها الصراع الذي اندلع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ.
ساحة مشتعلة جديدة أذكى نيرانها، ووجد فيها أردوغان فرصة أخرى لتركيا لتوسيع نفوذها، وإحياء مطامعه الإمبريالية.
الأصوات من داخل الاتحاد الأوربي تتواصل محذرة من ممارسات وسياسات هذا النظام العدوانية، لأن التقاعس من وجهة النظر الأوروبية عن ردع أردوغان من شأنه أن يجعل من أوروبا بعد فترة ليست بالبعيدة في وضع محرج.
كتاب أوروبيون، وفي مقاربتهم لسياسات أردوغان، يرون أنها تشبه إلى حد كبير سياسات النظام النازي في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي والتي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.
ويشير هؤلاء إلى أن الغرب لم يتعلم من التاريخ ولذلك لا يزال يقدم التنازلات لنظام ديكتاتوري.
ويعود الأوروبيون إلى الصراع المحتدم بين أرمينيا وأذربيجان ويرجحون أن اندلاع العنف المفاجئ بين البلدين مدبر من تركيا، بالنظر إلى السياسات العدوانية المتزايدة للنظام التركي.
ويوضحون أن أنقرة استغلت الحرب على سورية بتدخل عسكري عدواني مستمر حتى اليوم، عبر دعم الإرهاب، واحتلال أجزاء من سورية، كما أن انتهاكات نظام أردوغان كثيرة فهو نفذ تطهيراً عرقياً وجرائم حرب أخرى ضد الأقليات المحلية، وعلى الرغم من ذلك لم تقم الهيئات الدولية والولايات المتحدة بفعل شيء لمحاسبته.
تقارير مصادر المجتمع المدني والمفوضية السامية لحقوق الإنسان تشير إلى استمرار عمليات التعذيب وسوء المعاملة والمعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة في مقرات الشرطة والسجون التركية، فضلاً عن عدم وجود أي تحقيق ذي معنى.
حدة المعارضة داخل الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا جراء سياساتها العدوانية و الحملات والانتهاكات ضد المعارضين ومنتقدي النظام زادت لكنها لم ترقَ إلى عمل على الأرض.
إن تقاعس الاتحاد الأوروبي في حماية الحقوق المشروعة لدول أعضاء فيه مثل اليونان وقبرص وعدم اتخاذ إجراءات بحق تركيا والمضي بتقديم المليارات للنظام التركي بذريعة إيقاف تدفق المهاجرين كل هذا لعب على الوقت يستغله أردوغان أفضل استغلال ولن يردعه عن توسيع عدوانه وأحلامه.