كمن ضاع في دهاليز الزمن …!!

لم يعد مجدياً الحديث عن استراتيجية أياً كان نوعها هدفها الوصول إلى تحقيق ربحية عالية لواحدة من الوزارات والشركات التابعة لها والمواطن يعيش أسوأ كوابيسه في تأمين رغيف الخبز الذي يأكل خبازه أكثر من نصفه , وأبسط حقوقه في العيش توفير متطلبات أصبحت واحدة من سبل الحياة الكريمة في دول العالم قاطبة .
لم تعد مقبولة التصريحات التي يصرح بها البعض وتضع الناس في حيرة من أمرهم وكيف يتدبرون أشياء من البدهي أن تؤمنها الحكومة بعد أن أخذت على عاتقها حصرية حيازتها وإعادة طرحها على العموم كالتبغ وما خلفه من فقر لزارعيه ومن بعده القمح ومخاطر زراعته والرغيف وسوء تصنيعه ليحتكر هذه المهنة عدد من الانتهازيين تدرّ عليهم الملايين , في حين يستهلك عاملون فيها جلّ وقتهم والنتيجة فقر مدقع وتعب لا متناهٍ .
عدد من الأشخاص كانوا يبشرون بغد مشرق (وتكاد الحرب تضع أوزارها ) نجدهم اليوم محبطين كمن ضاع في دهاليز الزمن يبحث عن مخرج لما هو فيه .
من غير المقبول أن تصبح الأزمات مصدر ثراء للبعض بحجة أن تأمين ما يلزم يوجب دفع ما يلزم ولم يتغير المشهد في الوقوف على طوابير الحاجات الأساسية وبعض من ركن الوطن ظهره إليهم ينعم بالرخاء .
في فترة عصيبة من عمر الوطن قبل سنوات قليلة سألت وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم وكان في جولة على حقول النفط والغاز التي حررها بواسل جيشنا وأعاد إصلاحها الفنيون الوطنيون عن حقيقة الأرقام المعطاة والأسباب التي دعته للبوح بها , وقال حينها: نريد طمأنة المواطن بأن إعادة بناء سورية لن يستغرق وقتاً طويلاً .
ما نحتاجه اليوم هو أن نجد مسؤولاً يطلعنا على حقيقة ما يجري وإلا فليتركوا الخيارات مفتوحة أمام الناس في البحث عن مصدر رزقهم وسبل عيشهم .

esmaeelabdulh@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار