سقوط ورقة التوت
على الرغم من كل ما قدم ويقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى كتابة هذه الكلمات، لـ(إسرائيل) وللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، فكانت كلمة السر في انتخابات الرئيس الأمريكي منذ ما يقارب أربع سنوات حبلى بالانحياز المطلق لكيان الاحتلال في انتخاب الرئيس الأمريكي من تجفيف موارد وكالة (أونروا) ونقل عاصمة بلاده من “تل أبيب” إلى القدس المحتلة والتضييق على كل المنظمات الدولية التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني وهندسة كل عمليات ما يسمى (السلام) أو التطبيع المعلن أو السري مع بعض العربان لصالح الكيان الصهيوني، والسعي الحثيث لإنجاز بعض الخطوات لإنجاز ما يسمى “صفقة القرن”، والأهم الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني، وكل هذا لم يشفع للمرشح الرئاسي الجمهوري ترامب لولاية ثانية المزمع إجراؤها في الثالث من تشرين الثاني من العام الجاري، فراح يهرب إلى الأمام، إلى الملعب الأكثر رعباً للكيان الصهيوني عله يحقق شيئاً في الوقت الضائع وربع الساعة الأخيرة، على أمل تحقيق فوز وتقدم على المرشح الديمقراطي جو بايدن وهو الذي وعد منذ تنصيبه رئيساً في الولاية الأولى بأنه سوف “يرغم” إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات “من أجل التوقيع على اتفاق أفضل” حسب أمنياته من جهة أو “انهيار” النظام الإيراني، الأمر الذي لم يتحقق حتى الساعة، وهذا شكل ضربة قاضية رغم كل ما قدم من انحيازات لـ”إسرائيل”، وما (حلب) من أموال خليجية لصالح رفاهية مواطنيه عبر صفقات أسلحة وهمية وشماعة الخطر الإيراني قرأته دوائر اللوبي الصهيوني بأن ترامب كان يسوف ويخادع ويلعب على وتر الوقت فيما يخص وعوده تجاه “إرغام طهران و”جلبها” إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي قرأه ترامب هو الآخر جيداً قبل نفاد الوقت، فراح يهرب إلى الأمام حين فرض في الثامن من تشرين الثاني حظراً على 18 مصرفاً إيرانياً التي تتولى مهمة تحويل الأموال لشراء الدواء والغذاء لعله يحقق في الوقت الضائع بعض الاختراقات ويعزز لو قليلاً من تراجع أسهمه مقابل المرشح بايدن ولكن هذا لم يتحقق ولم يجبر إيران على الرضوخ للضغوط الأمريكية والجلوس على طاولة المفاوضات أو القبول بها حتى يحقق ترامب اختراق كبير نحو ضمان النجاح في الولاية الثانية وبذلك تكون هذه العقوبات قد فشلت رغم قسوتها وفجورها وبهذا يرمي ترامب بآخر أوراقه معلناً استسلامه لنهاية الوقت فيما بات محور المقاومة أكثر قوة وصلابة وتماسك وتصميم وخبرة على تجاوز المحن وتحويل الحصار المضروب إلى ميزة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وهكذا جرى وكان.