تجارب .. !!
من يسمع حديث بعض الجهات المعنية المطمئنة في إدارتها لأزمة معينة ومدى ثقتها بتلك الحلول وبنجاعتها يخيل له أننا سنتجاوز كل المعوقات وستكون الأمور على ما يرام ,ولكن حين الانتقال إلى التطبيق الفعلي لحلولهم نجد أن الأزمات ازدادت والمشكلات تفاقمت وتضاعف عدد المتضررين منها .
فما حصل ويحصل من تزاحم أمام الأفران يثبت أن قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً بتخفيض عدد ربطات الخبز للمواطنين كخطة لتخفيف الازدحام ومنع التلاعب بالمادة زاد طوابير المواطنين أضعافاً مضاعفة، فبدل أن يأتي المواطن للحصول على مخصصات تكفيه ليومين أصبح مضطراً للتردد إلى الأفران بشكل يومي وقد لا يسعفه الحظ في الحصول عليها وهذا ما يجعله موجوداً أمامها وكأنه ملزم بدوام رسمي . وهذه المشكلة لا تنحصر بمنطقة معينة بل شملت جميع المناطق، مع ملاحظة كثرة المتنفّعين الذين يحصلون على مادة الخبز بعدة طرق ملتوية ليبيعونها للمواطن بأسعار قد لا يصدقها عاقل، مستغلين حاجته للمادة وضيق وقته .
ولم يكن اللجوء إلى استخدام الرسائل النصية التي يتم إرسالها للمواطن لإخطاره بأن دوره قد حان لحصوله على مادتي السكر والرز بأفضل حالاً . فهاهو الشهر الأول على بدئ التطبيق يقترب من أواخره والعديد من المواطنين لم تصلهم أي رسالة . علماً أن هناك مواطنين سجلوا في فترات متزامنة مع أقاربهم أو جيرانهم ,البعض وصلتهم الرسالة الموعودة والبعض الآخر لم تصله رغم حاجته الماسة للمادة ؟
وعود بحلول نسمعها مراراً وتكراراً من الجهات المعنية لنرى أنها على أرض الواقع لم تتعدَ حدود الكلام بل تتعقد الأمور أكثر وأكثر
على ما يبدو فإن مسلسل التجريب في اجتراح الحلول سيبقى ملازماً للعديد من جهاتنا المعنية وهي تنتظر أنه تنجح إحداها ولكن إلى متى يستطيع المواطن الانتظار حتى انتهاء تلك التجارب وتنوعها يوماً بعد يوم ألم يكفه كل ماعاناه منذ سنوات حتى تأتيه المماطلة والتسويف واللعب على موضوع الوقت من الجهات التي يفترض أنها وجدت لحمايته من جشع المستغلين ولتأمين حاجاته الضرورية .فهل سيطوال انتظاره أكثر بعد أن أنهكته الظروف واستنفدت كل طاقاته وقواه ؟