وعود المعنيين بانتهاء الأزمات أول الشهر أو في منتصفه، تحولت إلى متلازمة يصاب بها كل من يجلس على كرسي المسؤولية حيث يعتقد البعض أن المطلوب منهم تهدئة الخواطر بالوعود الخلبية إلى حين قدوم الموعد المحدد فحينها قد يخلق الله ما لا يعلمون ولا نعلم، أي إن الأزمة ربما تحل من تلقاء ذاتها،هكذا بقدرة قادر!.
الطريف أن مواعيد انتهاء الأزمات تمر مرور الكرام، فلا المسؤول يستدرك ليعتذر أمام وسائل الإعلام مبرراً عدم الإيفاء بالموعد بشكل شفاف وجريء، ولا المواطن يلقي بالاً للوعد من أساسه لأنه يعلم أن الكلام الشفهي ليس عليه «جمرك»، وبالتالي فإن الواقع المرّ سيستمر إلى حين خروج المسؤول ببرنامج عمل واضح المعالم وصريح الأرقام وشفاف المعلومات من دون إفراط في التفاؤل ولا إيغال في التشاؤم، بل هي الواقعية والصراحة وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية بمعزل عما نسميه اليوم متلازمة الوعود التي يطلقونها مع إنهم يعرفون سلفاً أنهم لن يستطيعوا الإيفاء بها!.
الناس تحب الصراحة يا جماعة الخير، حتى في الأزمات وقلة الموارد والحصار الخانق، دعونا نضع النقاط على الحروف من دون صور بيانية أو استعارات مكنية أو تشابيه بليغة ورومانسية، فإذا لم يكن هناك كهرباء تكفي،فلا تقولوا إن الوضع سيتحسن في الشتاء، وإن كان كميات الوقود قليلة، لا تؤكدوا أن المشكلة ستحل خلال أيام، لأن المواطن يسجل الوعود على دفتر الديون وينتظر سدادها من حضراتكم في المواعيد التي ألزمتم أنفسكم بها، ولأن البشر تحب الصراحة وتحبذ الشفافية حتى لو كانت مؤلمة وصادمة فهي أفضل من تجرّع المعاناة على دفعات وتلقي العذاب بشكل بطيء، كأننا نختصر المثل الشعبي القائل: «ع الوعد يا كمون»!.