بات فيروس كورونا شماعة يعلق عليها المرشحان للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وجو بايدن أوراق الإخفاق أو النجاح في كسب صوت الناخب الأمريكي الذي يعاني رعباً حقيقياً من هذا الفيروس المستجد الذي يعاني منه الملايين على مستوى الولايات المتحدة، فيما أطاح بحياة أكثر من مئتي ألف أمريكي بعد معاناة مريرة من تبعات المرض وقد يكون الرئيس ترامب “الاستثناء الوحيد” على مستوى العالم الذي خرج من المرض “أقوى مما كان” وشعر بأنه سوبر مان” وفق ادعائه، ولاسيما أنه قد “أخذ دواء ناجعاً هزم كورونا وسحبه من حلقه كما تسحب الشعرة من العجين”، وبذلك قدم ترامب دعاية لنفسه “كرجل مقدام لا يخاف” فتك بالفيروس الذي لا يزال يخيف مليارات البشر حول أصقاع الأرض كما قدم دعاية مأجورة للشركة المصنعة لذلك الدواء.
ولكن قبل أن يتهافت البشر والحكومات والدول لشراء الدواء المزعوم ويضيف للشركة المصنعة مليارات الدولارات سارعت منظمة الصحة العالمية لتكذيب ادعاءات ترامب وتقول إن الدواء الذي ذكره ترامب في تصريحاته” ويحول الإنسان إلى سوبر مان ويسحب كورونا من ركام الأجساد المتهالكة بفعل الحرارة والوهن وفقدان معظم الحواس” ما هي إلا ادعاءات كاذبة وأن الدواء المذكور لم يثبت أي أثر إيجابي على مرضى كورونا، وهذا يعني أن ترامب كان يكذب متعمداً أو أن إصابته كانت عبارة عن زكام بسيط يمكن أن يفارق صاحبه بعد تناول كأسين من عصير الليمون .
لقد كان العالم أجمع يتمنى أن يصدق ترامب لمرة واحدة لأن العثور على عقار يشفي من المرض وأثبت فعاليته على مريض تجاوز السبعين كالرئيس ترامب قد يضع المسمار الأول في نعش كورونا الذي يعيش عدة أيام على السطوح ويعيش “عدة أشهر” في تصريحات ترامب وفي “تغريداته” وفي ادعاءاته الكاذبة وربما في صناديق الاقتراع التي ستقرر من يفوز في الثلث الأول من الشهر القادم.
إن العالم يترقب نتائج الانتخابات الأمريكية ليس لأنه يتمنى أن يفوز المرشح الأكثر صدقا وأكثر وداً وأكثر رأفة بالشعوب التي تعاني ويلات العقوبات الأمريكية غير الشرعية فهذا مستحيل، وإنما يتمنى أن يفوز الأقل سوءاً وكذباً وافتراء، لأن السيل قد بلغ الزُّبا.