جوراً وبهتاناً

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي ينفث فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سمه المركز على الإسلام جوراً وبهتاناً، وكان آخرها عندما ألقى خطابة الموجه والمسيس في الثاني من الشهر الجاري في أحد أحياء ضواحي باريس قائلاً: “الدين الإسلامي يعيش أزمة في كل مكان من العالم”. كلام باطل يراد به باطل، وليس غريباً أن يشن ماكرون حملته المسعورة المخططة على الإسلام، لأنه غر بعلم السياسة من جهة ومن جهة ثانية أغلب الظن أنها كتبت له فجراً، وأمليت عليه من حاخامات أهل بيته “بيت عمه” آل روتشيلد الصهاينة المؤثرين في هندسة وصنع ورسم سياسية قصر “الإليزيه”، وعلى “بيوتات” المال وعلى صندوق النقد الدولي، وهنا مكمن السر.
كان من الممكن التماس العذر للصبي ماكرون لو بعّض أو خص أو أشار لمن يشوه صورة الإسلام ولكن كان خطابه عاماً شاملاً جازماً من دون استثناء وهو المتبجح أنه “الزعيم” الفرنسي العلماني، فكيف ذلك؟ وعلى ماذا استند العلماني ماكرون على نظرية مجربة أم على سلوكيات “داعش” و”النصرة” و”القاعدة” و”الإخوان المسلمين” وما تفرع منها من مجموعات إرهابية صنعتها الاستخبارات الفرنسية والأمريكية والغربية والصهيونية بالتعاون مع بعض صناديق المال الأسود العربي في غياهب أقبية السياسية، لصنع “الإسلاموفوبيا” والإرهاب أم على سلوكيات رئيس النظام التركي رجب أردوغان الذي يعتمر “عمامة المرشد”.
يا من تصف الإسلام “بالمأزوم والإرهابي” وتنحاز لنفسك ولبلادك “بالحرية والديمقراطية”، هل تعلم كم عدد الجرائم التي ارتكبها أسلافك ضد البشرية؟ بل كم أولئك الذين تم تهجيرهم وسحقهم وسحلهم وإعدامهم في ساحات فلسطين وسورية ولبنان ومصر والجزائر وتونس والمغرب، والقارة السمراء وغيرها على أيادي قادة فرنسا وكبار ضباطها وعناصر جيشها الاستعماري في البلاد المومأ إليها؟ وهل تعلم يا من تتغزل وتتبجح “بديمقراطية وعراقة الحرية” في بلادك، اليوم أكثر من 90 % من لاجئي العالم هم مسلمون بسبب العنصرية والشعبوية والاستعمار الذي أنتم أحد مؤسسيه وصانعيه وزارعيه.
وحتى لا نبخس الآخرين حقوقهم، الحضارة الغربية على الرغم مما قدمته للإنسانية من إنجازات على كافة المستويات، ولكنها بنفس الوقت أغرقت الكثير من الدول العربية والإسلامية بأزمات كارثية من أجل تنشيط أسواق أسلحتكم على حساب دماء آلاف الأطفال والنساء والشيوخ وعطلت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان للسيطرة على مقدرات الأمم والشعوب لرفاهية شعوبها.
الإسلام والمسلمون لم يكونوا كما هم عليه إلا بسبب مؤامراتكم وظلمكم باستثناء أولئك القلة الذين يدّعون إسلامهم وأنتم تدعمونهم وهم مارقون، والاستلام منهم براء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار