تشكيل!

قبل نهاية الطريق المعهود بدقائق، تبدأ الخيارات الجديدة برسم لوحاتها التشكيلية أمامكَ، وكأنها في رحلة لماثل في صحراء تجاوز امتدادها عدد حبات العطش المترتبة على من خانته المنايا!.
– هناك شيء مجهول: تخاطب نفسك به عند بلوغ السر غايته القصوى بداخلك، مع أنك أمام العلن تمتلك كامل الثقة بأنك تحمل من الجدارة ما يكفي لتجعل من إسفلت الدروب صفحات تقرأ ذاتها بمنأى عنك، فأنت الجاني والمجني عليه، وأنت الرسم البياني لجميع تقلبات الألوان في هذا العالم المجهول، هذا يؤلمك تماماً مثلما يساهم في فرحك الآني عند امتلاك الخطوة الأخيرة من مشوارك المدون بهوامش الماضي دون أدنى شك بذلك، وبين الماضي والمستقبل وتداولك الدائم للثقة بسوق نخاستك المجاني، سوف تدرك بأن الألوان المرمية على المفارق هي بكامل الاستقلالية عنكَ، لكنك لن تتصالح مع هذا التمرد، وتصر على أن تدجين الألوان بما يتناسب مع تلك اللوحة هو من يحدد جميع الخيارات بتناقضاتها، وانسجامها مع ما تريد التعبير عنه ليكون غاية، ولأن للغاية أجنحة تجاوزت في غوايتها الحلم، فإن السير بين الألوان ومحاولات ثنيها عن فطريتها، هو وحده من يثبت لك تلك الجدارة، فتختار اللون الأبيض كبداية، وتختاره العتمة – خصمك الأبدي – لتثبت لقدميك بأنها أضعف بكثير من أن تقاوم المسامير المخفية بالشاخصات التي كنت تعتقد بأنها تدلك على الاتجاهات الصحيحة، وبالإصرار، وربما بطبعك المشاكس لإثبات الذات، ستقيم تحالفاً مع الظلام، وسيكون اللون الأسود هو العربون الأولي لما وصمته بالهدنة المؤقتة وأنت تثبت القماش على الجدار المقابل لشاخصة مرورية تشير إلى أن ما ينتظرك هو منحدر خالٍ من أي نوع من أنواع الحماية، وقد يكون الانزلاق أشد خطراً مما أتت به شارة التنبيه، وقد يكون التراجع عن خيارك أكثر انحداراً مما توقعت، فضوء الشمس يكشف المستور، ولن يكون الصباح متحالفاً معك إلى هذا الحد، ففيه دروب وقائية لجميع ما جاء به الأقدمون من عبر، وفيه من الأطفال المعبدة وجوههم بالأمل، ما يكفي لأن تستظل تحته ملايين الاشجار التي أحرقتها هوامش اللوحة.. اللوحة مازالت قادرة على استضافة هوامش كثيرة لتكون نصاً تشكيلياً لدروب هي بمنأى عن خطر اللصوص: تسأل نفسك من جديد عن الطرقات التي سوف تثبت فوق تلك اللوحة، ولن تستطيع الجزم بامتلاك أي خيار، فأنت في عالم قيد الانهيار: هذا ما سوف تتأكد من صحته، وربما من خطأ ادعائك في المستقبل ؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار