ثقافة الأمان الاجتماعي
المشاريع الصغيرة خطوة أولى في بناء الاقتصاد ومحاربة الفقر وإعادة توطين الحِرف والمهن اليدوية التي تؤسس لاقتصاد منزلي يهدف إلى تأطير الأعمال المجتمعية في بوتقة حماية الأعمال وضبطها وتطويرها ،بعد أن عملت الحرب في سنواتها الطويلة الماضية على نزيف مستمر في هجرة العقول والأيادي العاملة الماهرة في معظم الصناعات ،ولذلك فإن فكرة خلق شبكات الأمان الاجتماعي تؤسس لمشاريع أسرية في حدودها الدنيا يمكن تطويرها في مراحل لاحقة وبها يمكن إعادة الحياة إلى سابق عهدها .
حتى وإن بدت المشروعات متواضعة فإنها ستسهم بشكل عام في خفض نسبة الفقر والبطالة.. وخاصة في المناطق التي تعود إليها الحياة ، وهو ما سيخلق تنمية مستدامة يمكننا من خلالها حلّ الكثير من المشكلات المادية التي تصيب الاقتصاد إذا ربطنا شبكات الأمان الاجتماعي بالقليل من الأعمال التي نلاحظها كطفرات تحدث هنا وهناك واستقطابها لبرامج مجهزة سلفاً وترعاها منظمات أو جمعيات متخصصة ، ومن أجل ذلك وجدت وزارات الضمان الاجتماعي في دول عديدة وثيقة الصلة والعلاقة باقتصاد الأسرة والتي تعمل على وضع سياسات أمان اجتماعي وتطوير عمل المؤسسات التأمينية بحيث تعطي الحق لكل مواطن بالتأمين الاجتماعي ، وإيجاد علاقة جديدة بين المؤمّن والمؤمّن عليه ، لإيجاد ثقافة جديدة مضمونها الأمان في حالات العمل ، وتنمية ثقافة الدور الاجتماعي لدى العديد من الفعاليات الاقتصادية .
لا أعلم حقاً لماذا لم يهتم أحد حتى الآن بشبكات الأمان الاجتماعي ودعم المشاريع المولدة للمال والأعمال إلا إذا كان الأمر متروكاً للصدفة .ولنتذكر جميعاً كيف كانت سورية تضج بالناس والبضائع المحلية زهيدة الثمن قياساً بالدخل القليل أيضاً وحينها كانت المدن تكتظ بالورش التي نعتبرها اليوم نواة المشاريع كلها .
esmaeelabdulh@gmail.com