بين فشلين مُزمنين يتأرجح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فلا هو قادر على وضع نقطة نهاية لدراما الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» وهو الذي ركب موجة “بريكست” للاستقرار في «10 داوننغ ستريت».. ولا هو قادر على تخفيف حدّة تفشي كورونا، بل إن كورونا يبدو كمن يعانده ويعاكسه في كل إجراء يتخذه وهو الذي كان أول من رفع شعار «مناعة القطيع» معتبراً أنه “لا بأس بالتضحية بثلاثة أرباع البريطانيين، كأسرع وأسهل وأضمن طريقة لمواجهة كورونا”!.
البريطانيون لم ينسوا لجونسون أنه أراد معاملتهم “كقطيع”، وفي الوقت نفسه يلاحقون خطواته فيما يخص “بريكست” ولا يُبدون كثير إعجاب وثقة بها.
اليوم يتقدم كورونا على “بريكست” ليترصد جونسون مُهدداً موقعه على رأس الحكومة. الوفيات تتضاعف يومياً، والإصابات بدأت تُحسب بالساعات وليس بالأيام لتتصدر بريطانيا القارة الأوروبية في هذا الشأن، فيما إجراءات حكومة جونسون لا تقدم ولا تؤخر.. ولكن ماذا بإمكان جونسون أن يفعل إذا كان “حظه العاثر” أوقعه بكورونا منذ بداية عهده، وإذا كانت حساباته فيما يخص”بريكست” -عند التطبيق- بدت منفصلة عن الواقع، لتنهار الأسس التي بنى عليها خططه “لخروج سريع وآمن” من الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن الانشغال بكورونا أنسى جونسون “بريكست،” حيث من المفترض أن تنتهي غداً الخميس المهلة التي أعطاها جونسون للأوروبيين للموافقة على «بريكست» كما تريده بريطانيا خصوصاً فيما يخص أيرلندا الشمالية، وإلا فإن بلاده ستخرج من دون اتفاق.
حتى الآن لا تصريحات مهمة حول هذا الأمر وإذا ما كان جونسون سيستمر على الموقف نفسه أم إنه سيُعطي مسار التفاوض بعض المرونة خصوصاً مع التصريحات الألمانية أمس التي تؤكد أن الأوروبيين “لن يخذلوا أيرلندا” في عملية التفاوض مع البريطانيين.
إنه طريق مسدود إذاً كما هو طريق كورونا، لكن جونسون لن يعترف وسيستمر مُكابراً مُعانداً حتى نهاية فترته الحكومية هذا إذا لم يواجه حجب الثقة أو انتخابات مبكرة.
لا يُحسد جونسون على ما وصل إليه، لكنه بالمقابل لا يستحق التعاطف، هذا ما يقوله البريطانيون حسب استطلاعات الرأي.