قاطرة النمو ..
ذات يوم اعتبر أحد نواب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وتحديداً في حكومة تحرير الأسواق وبدعة اقتصاد السوق تحت عباءة (الاجتماعي) لتمرير سياسات خدمة لأجندات عالمية … اعتبر أن الزراعة ليست أولوية في السياسات الاقتصادية… وبالفعل من يومها بات الفلاح يواجه مصير الانفتاح وإغراق الأسواق بالسلع المستوردة وحيداً، وخير مثال على ذلك (الفستق ) وزراعته والذي حقق المرتبة الأولى عربياً، والسادسة عالمياً بإنتاجه، ليأتي الانفتاح ويغرق السوق بالمستورد منه ( مع أن تحرير الأسواق لايمنع من حماية المنتج المثيل) من الإغراق بالاستيراد….(وحرب الموز خير مثال)..
بالفعل لم تعد الزراعة أولوية كما قال سعادة(النائب) حينها ، فقد هجر الفلاح أرضه بعد أن أغرقه الانفتاح بخسائر لا طائل له بها .. من تحرير الأسمدة ومستلزمات الإنتاج والمبيدات وووو..!!.تطول قائمة الإغراق….!!!.
اليوم في ظل الحصار والاعتماد على الذات تتصدر الزراعة المشهد كقاطرة نمو حقيقية (صناعات نسيجية…غذائية ) من شأنها تعظيم الإنتاج والنمو الاقتصادي لتحقيقها قيماً مضافة للمنتج وتحقيق عوائد اقتصادية مضاعفة … مولدة للدخل ومشغلة لآلاف الأسر والعائلات و مخففة من البطالة.. لذلك تحتاج الزراعة إلى مقومات ودعامة بتوفير جميع مستلزماتها على الأقل بعيداً عن الاحتكار واستغلال بعض التجار ..
وبعيداً عن سوق سوداء لمبيدات مهربة فاسدة وبذار يحمل أمراضاً وأسمدة بأسعار كاوية وتوفير المحروقات ووسائل الطاقة الكهربائية وغيرها بأسعار مقبولة من شأن ذلك أن يعيد لهذا القطاع وفرته وتحقيقه الأمن الغذائي من جديد بعيداً عن الحصار والضغوط وبما يعزز من جديد القرار السيادي والاستقلال به وبما يجعل منه اقتصاداً .. مقاوماً طالما كانت المقاومة خيارنا واستراتيجياً ومسألة وجود وليست مسألة حدود… بذلك تكون الزراعة قاطرة النمو لصناعة تمكننا من أن نحجز لنا موقعاً بين الأقوياء وتضعنا في مقدمة الصف دون حاجة أو منّة من أحد …أو سيبقى الفلاح يقلع شوكه بيديه