تصاعدت واتسعت وعلى نحو كبير تظاهرات الاحتجاج على “حكومة” الكيان الصهيوني، وانصبت على رئيسها بنيامين نتنياهو، حيث امتدت هذه التظاهرات من قيسارية إلى القدس إلى تل أبيب، إلى يافا، وواضح أنه لم يعد بإمكان نتنياهو إلا أحد أمرين لا ثالث لهما، الأول الرضوخ لهذه التظاهرات ومطالبتها باستقالته واستقالة “حكومته”.. والثاني التلاعب بالوقت إلى أن تحين الفرصة المناسبة للقيام بمغامرة ما، ستكون بمثابة مقامرة على وضعه السياسي ومنها الدعوة إلى انتخابات مبكرة رابعة “للكنيست” رغم ما يعتريها من خسارة كبيرة لنتنياهو، على اعتبار أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لن يتمكن من الحصول على أغلبية تمكنه مع أحزاب وقوى اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني تشكيل “حكومة” تنال ثقة “الكنيست”.
لقد سلطت كافة أجهزة الإعلام الإسرائيلية الأضواء على ما تشهده “إسرائيل” في هذه المرحلة من انهيارات وتآكل، وانقسامات تهدد بأخطار جسيمة، ففي هذا السياق تحدث رون كوفمان في مقال له نشرته صحيفة “معاريف” بعنوان “إسرائيل تنهار أمام أعيننا” قال فيه: «الحكومة لا تعرف كيف تدير الأزمة، والانفجار الحقيقي هو مسألة وقت فقط، لعل فشلنا في حرب 1973 يعود اليوم مع الإخفاق الذي تواجهه الحكومة في محاربة وباء كورونا»، وأن القاسم المشترك هو أن “إسرائيل” على شفا كارثة، هذه هي الحقيقة التي يعيشها الكيان الصهيوني بسبب قضايا الفساد الخطيرة المتهم بها نتنياهو. وفوق ذلك هو أن فرصته باتت معدومة كلياً للخروج من هذا المآزق، أو المآزق المتراكمة والمركبة.
لا شك في أن الكيان الصهيوني، وهو يحاول أن ينقذ نفسه بالتعلق بأي قشة، قد فقد كل مقومات النجاة، ومشكلة وجود هذا الكيان باتت متداولة على السطح السياسي، مهما كانت الذرائع والأوهام والتي تحولت بدورها إلى أسباب قاتلة لوجود إسرائيلي غاصب ومحتل شكل ويشكل استثناء في التاريخ والجغرافيا، ونشازاً في المنطقة والحق وصيرورة الحياة بظروفها الطبيعية.