ترامب يستقوي بـ”فأر”!

ليست شماتة، الله لا يجعلنا من الشامتين، لكن ما جرى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستدعي التأمل، فيروس حجمه أجزاء من المليون من المليمتر، أصابه بالمرض “كورونا”، وأدخله الحجر مع زوجته. وفأر صغير “شارك في علاجه، وأعطاه أجساماً مضادة، ساهمت في شفائه”.
رئيس أعظم قوة في العالم، يمرضه فيروس ضئيل، وينقذه فأر حقير ، فهل فكر ترامب في محجره بهذا الابتلاء؟ وهل فهم الرسالة والمعنى فيها؟ أم إن له مساراً آخر كسمسار تنح، ودلّال متلاعب، ومقاول طماع؟
الرأي الراجح, أن ترامب يستثمر مرضه، ليقلب حملته الانتخابية، من الاستهتار بفيروس كورونا، إلى أنه واحد من الشعب، أصيب بما يصاب به الشعب، وبات كما يقول “يعرف ويشعر بما يشعر به الشعب”، ويبدو أن أخبار مرضه، ومقاومته، ستستمر حاضرة، كطاقة داعمة لإعادة انتخابه، وخاصة أن طبيبه الخاص قال عن شفائه إنه “لم يخرج من الغابة نهائياً” أي إن الحكاية مستمرة ولاسيما أن الغابة (المرض) موجودة وواسعة.. وحول هذه النقطة، بدأت حملة ترامب، إضافة لما تقدم، تهاجم بايدن لأنه لم يصب بالمرض، و”بالتالي فهو حتى الآن لا يشعر بمشاعر الشعب”.. وكما في الجريمة، تعرف المجرم، بالإجابة على سؤال: من المستفيد؟ كذلك مرض ترامب، تعرف حقيقته، بالجواب على سؤال: كيف يستفيد منه؟ وكيف يستثمره؟
من أوجه الاستثمار الترامبي لمرضه كيفية علاجه، والعلاجات التي تناولها، وكما قالت “لوبوان” الفرنسية إنه وبناء على توصيات طبيبه (شون كونلي) تلقى ترامب “أجساماً مضادة أحادية النسيلة”، طورتها شركة ريغينيرون، ورغم أن هذه الأجسام المضادة، لم تُجَزْ من هيئة الغذاء والدواء الأميركية بعد. لكن أعطيت لترامب، ضمن أسلوبية “العلاج الرحيم” المطبق على الحالات الخطيرة، التي لا دواء مؤكداً لها، وهذه الأجسام المضادة، حضرت من نوعين من الأجسام المضادة، النوع الأول تم الحصول عليه من فأر، بعد تعديل جينه ليناسب البشر . و الآخر أجسام مضادة بشرية بالكامل. كما أعطي ترامب، “الديكساميتازون”، وهو دواء للحالات التنفسية الصعبة والمعندة على العلاج، وتستعمل بحذر، لأنها تسبب أعراضاً جانبية من تشويش التفكير والغضب والسلوك المتوتر . كما تعاطي ترامب “ريمديسفير” المضاد لكورونا، رغم كونه مازال في المرحلة التجريبية. وهكذا فإن هذا العلاج كله يستخدم لإنعاش الحملة الانتخابية لترامب، أكثر مما يستخدم لشفائه. والرسالة التي يستعملها ترامب، كما خاطب الشعب الأميركي من شرفة البيت الأبيض بعد خروجه من المستشفى: “كونوا أقوياء، مثلي، نتعرض للمرض بقوة، ونستخدم العلاجات الخطرة التي لم تعتمد بعد، مساهمة منا في اعتمادها”.. وبذلك يظهر ترامب “كرئيس قوي، مثل شعبه”.. وهذا تضليل انتخابي واضح ومفضوح. ولكن السؤال المحير: هل يمكن “لشقيق” الفأر -لأنه حقن بأجسام الفأر- أن يخدع شعباً” تقدم في كل العلوم و التقنيات الذكية، كالشعب الأميركي؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار