تجديد المبادرات الثقافية
انطلقت مبادرات ثقافية عدة في شهور الحجر التي فرضت كوقاية ضد انتشار مرض “كورونا”، سواء في المسرح أو السينما أو صالات عرض الفنون التشكيلية أو المتاحف وأنشطة بعض مديريات الثقافة في بعض المحافظات، لكن ما إن سُمح بمتابعة تلك الأنشطة في الأماكن المخصصة لها حتى توقفت تلك المبادرات ولم نعد نقرأ أي خبر يشير إلى ما ستقدمه، وأغلبها توقف قبل ذلك! وكأن المسؤولين عن إطلاق تلك المبادرات لم ينتبهوا إلى أن الدعوات لما بات يقام من أنشطة، تتم وفق التقيد بشروط التباعد الجسدي، ما يجعل بعض الناس تحجم عن الذهاب إلى أماكن إقامة تلك الأنشطة، ليس لأن التقيد بهذا الشرط لا يمكن التحكم به بالمطلق، فقط، بل لأسباب أخرى إضافية، منها الانشغال بالعمل المتواصل لتحقيق متطلبات الحياة الضرورية بسبب موجة غلاء أسعار السلع الأساسية، ناهيك عن ارتفاع أجرة المواصلات بأي وسيلة كانت. ففي ظل ما سبق ما الذي يمنع أن تبقى تلك المبادرات مستمرة؟ فهي ستجعل الناس لا تنقطع عن مشاهدة النتاج الثقافي فجأة، مع أن متابعة تلك المبادرات على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها، لا تعوّض عما يعرض بشكل مباشر من أي نشاط، كما يفترض أن تتجدد المواد المعروضة كل فترة معينة. وإن أردتم الصراحة والكلام موجّه لأصحاب تلك المبادرات التي نتمنى استمرارها دائماً لأنها ستساعد الناس على استهلاك المواد الثقافية بدلاً من صرف الوقت على الدردشة وتصفح مواقع غير مفيدة، كمساهمة في رفع نسبة تذوق أي منتج ثقافي. نقول لأصحابها ما الذي يمنع أن تكون كل أنشطة مديريات الثقافة في المحافظات موجودة في هذه المبادرات؟ فهي لا تحتاج سوى تزويد تلك المديريات بوسائط حديثة لتصويرها وحفظها، بغض النظر عن تقويمنا لها. فالمحتوى الثقافي الجيد والمتجدد لتلك المبادرات هو تعزيز لرسالة المنتجات الثقافية. ولا شيء يمنع من تجاوب إدارة كل هيئة ثقافية مع طلبات المتابعين لمنصتها ومحتواها، بعد أخذ النظر بالنسبة المئوية لكل طلب، فهذا التفاعل يزرع الثقة والاحترام بينها وبينهم. فهل نشهد؟