مسكنات من كلام !!
هل سمعتم لمرة واحدة أن الحكومة قررت رفع أسعار أي مادة أو سلعة؟ بالتأكيد لم تسمعوا ولن تسمعوا !! لأن الجهات المعنية بمتطلبات معيشتنا وحياتنا “حنونة ” تزف إلينا الأخبار السارة تباعاً, والغريب أنه وبعد كل أزمة أو نقص حاد في أي مادة تصدر تلك الجهات قرارات بما يسمى تحريراً أو تعديل أسعار !! عبر تلاعب بالألفاظ ولكن الغاية واحدة, وهذا ما حدث مؤخراً برفع سعر البنزين وغيره من المواد الأساسية في حياة المواطن!!
حملات واجتماعات بعناوين براقة وخلاصتها على أرض الواقع أنها منتهية الصلاحية, وما يحدث فيما يتعلق برغيف الخبز من انتظار وسرقة وزيادة في الأسعار, وسوء تصنيع لهذا الرغيف الذي لا يصلح للاستهلاك الآدمي, كانت مثار بحث في اجتماعات عديدة انتهت كما بدأت ومعها ضاعت الحلول ولم تسفر إلا عن كلام في كلام !!
وفي غمرة الانشغال بفوضى الأسواق والفلتان السعري الذي يشهد كل يوم موجات من الغلاء المتصاعدة, لا تزال مشكلة ضعف جودة الإنترنت تتزايد دون حلول ودون أسباب مقنعة, والحجة الدائمة أعطال فنية, أو حتى تحميل المسؤولية على المشتركين كما هي العادة!!
وعود متتالية بتحسين جودة الإنترنت على مدار السنوات, مترافقة بانقطاعات متكررة دون توضيح الأسباب وبضعف غير مبرر, وسبق كل ذلك العبارة الشهيرة والرنانة والتي جاءت تحت عنوان الاستخدام العادل للشبكة, لتأتينا مسألة الباقات دون أي تحسن في الخدمة!!
باختصار.. حياتنا عبارة عن مسلسل “أكشن ” لا ينتهي, في كل يوم لدينا أزمات, ومع كل ساعة لا نسمع سوى الوعود والكلام المجاني, وهاهي أزمة الغاز بدأت وبقوة, وكأن قدرنا الانتظار وترقب ما هو آت!!
بصراحة.. انخفض سقف توقعاتنا, في ظل تخبط وعشوائية في القرارات والتصريحات غير المسؤولة, فكم سمعنا عن إعادة تطهير مؤسساتنا والقضاء على فيروسات فساد وخلل تغلغلت في مفاصلها ونخرت فيها حتى العظم؟ ومنذ ذلك الحين لا نزال ندور في دوامة ليس لها قرار!!