التاريخ يعيد نفسه
ها هي تركيا في ظل النظام الأردوغاني وحزب “العدالة والتنمية” الأب الروحي والوريث الشرعي “للإخوان المسلمين” في المنطقة والعالم، فهو باسم الإسلام -والإسلام منه براء- يعيد التاريخ من جديد، كما ادعى أجداده العثمانيون أنهم “رعاة الإسلام وحماية المسلمين”، احتلوا الأوطان باسم الإسلام، ليكون لهم شماعة النهب والسرقة والصلب، وهكذا يفعل سليل “العثمانيين الجدد” أردوغان اليوم وهو في الحقيقة يحاكي السيناريو الصهيوني- الأمريكي بالاحتلال والاستيطان وقضم أراضي الغير وتهجير سكانها بغير وجه حق ولكن هذه المرة بطربوش “السلطان” تارة وعمامة “المرشد” تارة أخرى، لإشباع رغبات ونزوات سلطة “الباب العالي” وبتغذية الصندوق الأسود القطري لكل هذه الحروب القذرة مع الدول المجاورة وفي المياه الدولية لتحقيق هدفين، سرقة النفط والغاز والتحكم بخطوط أنتاجها وتسويقها ونشر “الايدولوجيا الإخونجية” عبر “الإسلام السياسي” بشقيه الدموي والمتشدد، واتضح ذلك أكثر فأكثر بعد أن سقط القناع عن لثام أردوغان الذي تلطى خلف شعار “صفر مشاكل” افتضح أمره برعاية كل المجموعات الإرهابية على اختلاف أسمائها وانتماءاتها من “داعش” و”النصرة” وشقيقاتهما، تدخل مباشرة في الحرب الإرهابية على سورية بعد أن فشل وكيله بتحقيق الأهداف المرسومة وبعد سرقة ونهب كل شيء من الجزيرة السورية والشمال السوري كما يقول المثل من “البابوج للطربوش”، يذهب اليوم إلى أبعد من ذلك عبر تزوير الجغرافيا والتاريخ، بنية الاستيلاء على هذه المناطق إلى الأبد منذ ما يسمى بعمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” أي من جرابلس والباب في الشمال وشرق حلب وصولاً إلى اعزاز وعفرين في شمال وغرب حلب ووصل هذه المناطق مع لواء اسكندرون السليب الذي تحتله تركيا، والشريط الحدودي بعمق 35 كيلومتراً من شمال الجزيرة السورية وفرض المناهج التركية في المدارس والعملة التركية واستبدل أسماء القرى والمدن والمدارس والشوارع العربية بأسماء تركية ومنح الجنسية التركية لإرهابييه ومرتزقته ويسعى لفعل ذلك في شمال العراق وفي ليبيا وشرقي المتوسط ويدخل أصيلاً في المعركة المفتعلة من نظامه بين أذربيجان وأرمينيا، للغاية ذاتها بحجة حماية ونصرة “التركمان”، وهي ذات الشماعة التي دخل فيها إلى سورية منذ انطلاق ما يسمى “الربيع العربي” زوراً وبهتاناً، ولكن ليعلم أردوغان وأركان نظامه، ومموله القطري وسيده الأمريكي والصهيوني، أن أجداده بقوا في هذه المناطق 400 سنة وعاثوا فساداً وخراباً ونهباً، وتنكيلاً وتتريكاً، ولكنهم اندحروا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة وهذا مصير أردوغان وإرهابيه مهما تجبر ورسخ من احتلاله.