كثيرون راهنوا على مرض ترامب وإصابته بفيروس كورونا، لكن ذلك لم يمنع المختصين من التشكيك بمرض ترامب وإدخاله في إطار الحملة الانتخابية لكسب التعاطف من ملايين الأمريكيين الذين اكتووا بالجائحة نتيجة استهتار ترامب و”تغريداته” المتناقضة، وبين هذا وذاك عاد الشك مرة أخرى بمرض ترامب ولاسيما أن مكوثه في المشفى اقتصر على أيام قد لا تكون كافية للشفاء من وعكة زكام عادية، وبعد أن قرؤوا “تغريدته” التي رأى فيها أن كورونا “أقل صعوبة من الأنفلونزا العادية”، قبل أن يحذف “التغريدة” التي ربما تكون تأكيداً على إصابته الملفقة كاتهاماته الملفقة لكل من يخالفه الرأي داخل أمريكا وخارجها.
لقد كان “مرض” ترامب فرصة ثمينة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن تبني على أكاذيب ترامب أو على تمارضه وتقيم على الشيء مقتضاه وتقدم مشروع قانون إلى الكونغرس يمنع ترامب من العودة إلى مهامه الرئاسية بسبب “المرض” أو بسبب الكذب وعدم الأهلية العقلية والأخلاقية لترامب وفق ما أكدت مراراً وتكراراً ولاسيما أنها كرئيسة لمجلس النواب قد عايشت جنون ترامب وأكاذيبه في اتهاماته وتصريحاته و”تغريداته” وحتى في تقاريره المكتوبة والتي دفعتها لتمزيق نسخة من تقرير كان يقرؤه ترامب أمام الكونغرس في بث فضائي مباشر شاهده مئات الملايين من البشر حول العالم.
إن جهود رئيسة مجلس النواب قد لا تثمر في تمرير القانون الذي يجرد ترامب من مهامه الرئاسية لكنها تأكيد جديد على أن ترامب الذي يمارس صلفه على الأمريكيين وعلى دول العالم لابد أن يواجه تبعات مرضه أو تمارضه وتصرفاته المنفلتة من الضوابط العقلية والأخلاقية عاجلاً أو آجلاً.
إن ما شهده العالم في السنوات الأربع الماضية التي عاشها ترامب في البيت الأبيض قد تكون الأسوأ في تاريخ البشرية نتيجة الحصار والعقوبات وافتعال الأزمات وتعطيل الحلول السياسية أو تأخيرها من الإدارة الأمريكية، وبالتالي فإن محاسبة هذه الإدارة يحتاج إلى جهد دولي، وإلا فإن الإدارة الأمريكية القادمة لن تكون أقل سوءاً سواء خسر ترامب أم لم يخسر في الانتخابات الأمريكية القادمة.