«ميلو دراما» الحرائق!
قلوبنا …أفئدتنا….أكبادنا… رئاتنا… تحترق فالويل لمن يغني ويرقص مع الشيطان طقوسه..
والجمعة الحزينة تملأ أنفاسنا بطعم الموت والتفحم … جبالنا المكللة بتيجان الغار والصنوبر والزيتون والليمون تعريها أيدي الغدر والكفر وتحولها لوحات من الحزن مضللة بالفحم الأسود… ساحلنا المعطاء يحترق!!
الويل لمن يضحك مع الشيطان الذي يمارس طقوسه قتلاً وحرقاً وتفحيماً.. في الأمس القريب كنا نتفيأ بظلال غابات بانياس وصافيتا ودريكيش والتي شاهدها أولادي أول مرة, وراحت ابنتي شام ترسم لها صوراً ورسوماً ولا في عالم السحر والخيال وكيف تتكئ شجيرات الأرز والشوح والصنوبر على بعضها وتغفو بينها بساتين الزيتون والليمون تنفث أوكسجين الحياة وإكسيرها للعالم رسالة سلام ومحبة وتعايش ووئام … في الأمس كنا هناك نسابق ظلنا تحت أشعة الشمس وهي تتسلل بين أحراج جبلة والقرداحة ترسم خطوط الفرح على ضفاف بللوران والبسيط.
واليوم كيف غدت على أيدي الكفر والعابثين بآيات الأدغال وهدوئها وكيف تحولت صوراً يكسوها السواد بعد أن عاثت بها يد الكفر وفؤوس وحقد الغادرين بإرهابهم الأسود …
تعددت السيناريوهات وكثرت أيادي المخربين, فالإرهاب واحد فمن أكل القلوب هو ذاته من يأكل رئاتنا اليوم ويقطع الهواء عنها لا فرق بين من يؤجج وحش النار و الوحوش التي تقطع وتفحم وتحول حياة الناس الآمنة إلى جحيم وتحرمهم مصادر عيشهم ورزقهم الوحيد بحرقه أمام أعينهم …
هي حرب على البلد وتستمر بأبشع صورها بهدف تركيعها, ولكن هيهات منا أن نركع أو نستكين إلا لله مادام هناك رجال ساهرون على حماية البلد ورجال إطفاء جنود مجهولون يبذلون أرواحهم ليطفئوا نيران الحقد ومادام هناك فلاحون يزرعون الخضرة بالفطرة كما بدؤوها قبل عشرة آلاف عام من تاريخ سورية التي صدّرت الحنطة للعالم ..ستعود غاباتنا ورئاتنا لنشر الأكسجين للعالم رسالة سلام تزرعه زيتونة وغرسة برتقال شاء من شاء وأبى من أبى.