من خارج الميتافيزيقيا

تشير مفردة “حب” إلى هيام شخص من أحد الجنسين البشريين بالآخر، وهذا ما يشار إليه على أنه حب من طرف واحد، كما أوردت لنا بعض قصص التراث في سطورها الملحمية، أما في حالة الحب الصحية فيكون الطرفين على مسافة واحدة من الاشتياق لبعضهما، بشهادة أرغون وإليزا الفرنسيين، وتتشظى مفردة حب في مجمل القواميس اللغوية والإنسانية إلى ومضات لانهائية المعاني، منها الإشارة إلى حب الطبيعة، أو إلى أحد رموزها، وقد تشير إلى قضايا فطرية مثل تبادل الحب بين الأولاد والآباء، أو الأقارب، وأيضاً حب الوطن، ومرابع الطفولة والصبا، وقد تشير مفردة حب إلى تعلق شخص بفكرة معينة، أو بخط سياسي لتبرير فعل قتل قام به أو ينوي القيام به، سواءً كان هذا الشخص عبداً مأموراً، أو لصاً مأجوراً، أو صالحاً مخدوعاً، والشواهد عبر التاريخ أكثر من أن تحصى، لكنها لن تتجاوز في دائرتها حدود قرطاج، حتى وإن كانت هيروشيما الأقرب إلى عصرنا. وقد تأخذ مفردة حب كيانها بتعلق أحد الأشخاص بنسق معرفي في حد ذاته، وقد تتعدى ما هو واقعي لتأخذ من الميتافيزيقيا روافد تغنيها أكثر أثناء جريانه في عروق حاميلها.
– قد يبدو من السذاجة بمكان طرح موضوعات كهذه، بينما العالم من حولنا يحترق بكلّ تفاصيله
– هل انتحر الحب؟؟
هنا سوف تأخذ الإجابة في تشظياتها الداخلية شكل التنين الذي حول حلقه إلى كور لصناعة السيوف، وقد تأخذ شكل مقلتي اليتيم وهما يذرفان دموعاً خانها الأمل في الشفاء من الملح، لكن السؤال سوف يبقى ماثلاً في داخلنا إلى أن تنصهر “صخرة سيزييف” فوق ظهورنا ونتحول معاً إلى رماد.
-أيها الحب، نحن نرغب بالحوار معك لأجل اجتراح أسئلة جديدة تعيننا على إطفاء كل ما يحيط بنا من حرائق، نحن نحتاج سؤالك أكثر من الإجابات السهلة التي نظنها بلسماً شافياً، بينما نحن، ومن خلالها نقف على حافة جبل وهمي لنشارك التنين مهمته بصهر الحديد.. فلا بد من السيوف لإثبات فعل الحب، فها هو عنترة العبسي، يود تقبيل السيوف لأنها تشبه ثغر حبيبته “عبلة” عندما تبتسم.
– يقول الحب أنت مني، فإن تقاسمت معي كفاف يومك صرت منك، وكلانا مطالبان في زمن الحرائق، بإحراق هوميروس إلى الأبد!!..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار