جذورنا لنا ولأبنائنا
لتكن البداية من هنا، ولنحرص على تأمين كل مقومات نجاحها، وأولى الخطوات لإعادة بناء النسيج الأخضر، والاستفادة من المساحات المتاحة في المدارس والجامعات، وكذلك ترميم غاباتنا التي عبث بها من لا أخلاق لهم ولا ضمير ولا وجدان، سواء كان الفاعل من داخل الوطن أو خارجه.
هذه الخطوة المهمة نأمل لها النجاح، بعد الاجتماع التحضيري الذي عُقد مؤخراً في مبنى وزارة الزراعة، بمشاركة وزارات الزراعة و التربية والتعليم العالي والاتحاد الوطني لطلبة سورية والشبيبة والطلائع لإطلاق الحملة الوطنية للتشجير بيد أطفال وشباب سورية، وتحت شعار “جذورنا لنا ولأبنائنا” لتشجير الأراضي التابعة للمدارس والجامعات العامة والخاصة في سورية بالأشجار الحراجية
تزداد أهمية هذه الخطوة إذا ما تضافرت الجهود مجتمعة لزيادة المساحات الخضراء، لاسيما بعد الحرائق، والتي لا تزال مستمرة من جديد في العديد من المحافظات، والاستفادة مما هو متاح من مساحات على مستوى الوزارات، وكذلك المنظمات الشعبية، لزراعة الحدائق المدرسية والجامعات، والعمل مع الجهات المعنية لتدريب الطلبة على الطرق المثلى لزراعة الغراس الحراجية وأيضاً المثمرة، وليتحول عيد الشجرة إلى عرس وطني نعمل من خلاله على تلافي ما حدث لغاباتنا وحراجنا في مساحة الوطن الغالي.
التشاركية في هذا العمل الوطني بين الوزارات والمنظمات الشعبية مسألة في غاية الأهمية، لإنجاز هذه الخطوة المهمة، والتي تتطلب مساهمة كل طرف بما يملك من إمكانات متاحة، سواء كان ذلك على صعيد التربية من خلال التوجيه على سبيل المثال نحو التعليم المهني (الزراعي – السياحي – التجاري – الصناعي) أم غيرها من الجهات.
كما ينبغي اختيار نوعية الغراس المراد زراعتها، والتي تتعلق بطبيعة كل منطقة، وتوجيه طلبة الجامعات لإيلاء هذا الموضوع مع مدرسيهم المشرفين على مشاريع التخرج للاهتمام في هذا الجانب، وشرح أهمية الغابات من قبل المختصين، بالإضافة لضرورة تأمين مستلزمات نجاح عملية التشجير من أدوات الحفر وكذلك صهاريج المياه.
ويبقى الدور المنوط بالاتحاد الوطني لطلبة سورية، وكذلك منظمتا طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة كبيراً، في عملية التنسيق مع الوزارة المعنية وفي نجاح الخطوة بما تملكه من كوادر متمرسة في العمل التطوعي، وكان لها تجارب مهمة في هذا المجال.