مأزق النظام التركي
«الاستثمار في الإرهاب تجارة خاسرة»، حقيقة لم يدركها النظام التركي ورئيسه رجب أردوغان حين اتخذها وسيلة لتحقيق غاية وهمية.
فمنذ اليوم الأول لتنفيذ “مشروع الشرق الأوسط الجديد” بنسخته المعدّلة التي اتخذت مسمى «الربيع العربي» وأردوغان لا يكفّ عن التصريح بأنه ركن أساسي من أركان هذا المشروع، مأخوذاً بكذبة التوكيل الوهمي لإدارة شؤون المنطقة من سيده الأمريكي ومعتقداً بالفعل أنه يستطيع فعل ذلك، الأمر الذي أعماه عن فهم حقيقتي الجغرافيا والديموغرافيا اللتين لم تستقرا أو تستكينا لطامع أو محتل أو مستعمر، وإن طال به الزمن، فضلاً عن غبائه في فهم التاريخ القريب الذي يعود لمطلع القرن الماضي حين قوّضت أركان الإمبراطورية العثمانية الطورانية.
اليوم، وبعد عشر سنوات من الاستثمار التركي المفرط في الإرهاب والإرهابيين، وفشله في تحقيق ما هو مطلوب منه من مشروع الشرق الأوسط الجديد سواء في العراق أو ليبيا أو سورية أصبح النظام التركي أمام مأزق كبير في السيطرة على الإرهاب، كما أنه بات في مأزق أكبر حيال استيعاب هذا الكم الهائل من المرتزقة الذين بدؤوا يرتدّون على الداخل التركي ويتغلغلون في نسيجه المجتمعي وما هي إلا مسألة وقت حتى يتم تفجير المجتمع التركي من الداخل لأن الإرهابي لا يستطيع إلا أن يكون إرهابياً.
من هنا نجد أن محاولة أردوغان اليائسة نقل إرهابييه من سورية التي على تخومه مباشرة إلى ليبيا واليمن والحدود الأرمينية- الأذربيجانية، والسماح لهم بالهجرة إلى أوروبا وغيرها من دول العالم عبر أراضيه ما هي إلا إدراك متأخر، ومتأخر جداً لحقيقة أن استثمار الإرهاب هو تجارة خاسرة، فهل ينفع أردوغان الندم؟ سؤال برسم النظام التركي ونتائجه ستظهر قريباً.