موضوع نقل نظام أردوغان للإرهابيين الأجانب إلى إقليم ناغورني قره باغ ليقاتلوا إلى جانب أذربيجان كمرتزقة، بات في مقدمة الاهتمامات الدولية حالياً، حيث تصدر يومياً تحذيرات من خطورة هذا الاستثمار الجديد للإرهاب الذي يعمل عليه نظام أردوغان.
إن هدف رأس النظام التركي من إذكاء هذه الحرب، هو ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في الصراع الجاري بين أذربيجان وأرمينيا.
فكما بات معروفاً، فإن لتركيا دورها الواضح في إذكاء النار في ناغورني قره باغ. وفي المعلومات المتداولة، فإن الاستخبارات التركية استدعت بأوامر من حكومتها متزعمي التنظيمات الإرهابية الموالية لها في سورية، أواخر تموز الماضي بالتزامن مع زيارة لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الأركان ويشار غولر رافقهما قادة القوات البرية والبحرية والجوية التركية لأذربيجان لحضور التدريبات والمناورات المشتركة، كما فتحت مكاتب في مناطق وجود أذرعها الإرهابية لتسهيل نقل المرتزقة إلى أذربيجان مقابل أجور مغرية.
يسعى أردوغان إلى إعادة خلط الأوراق في أخطر بقعة في العالم لنزاع القوميات والمذاهب والأعراق والمصالح والإيديولوجيات والصراع على الطاقة وخطوطها والتحكم بأسواقها.
ليس هذا فحسب فهو يذكي ما يعتبرها، حربه الثأرية، بين “العثمانيين الجدد” وبين أوروبا، لأنها أسقطت الدولة العثمانية وكان الأرمن ضحيتها في عام1915 والمذابح الشهيرة ضدهم.
وعليه يرغب أردوغان في الإجهاز على ما تبقى من الأرمن لتحقيق حلمه في بناء “الإمبراطورية العثمانية الجديدة” من شرق القفقاس حتى المغرب على الأطلسي ومن جنوب السودان حتى البحر الأسود، ولذلك نشر القوات التركية في النقاط الحاكمة على امتداد الشرق الأوسط وصولاً إلى حدود اليونان..
ولعل نظرة سريعة لانتشار ووجود القواعد التركية، وما حصل في المتوسط مؤخراً بشأن الطاقة، وما يحصل اليوم يؤكد هذا،ويراد منه تركياً تقويض المشروع الأوراسي الذي تدعو له الصين وروسيا، أو للتضييق على البلدين وفتح البازار السياسي واسعاً معهما.
حرب استنزاف للجميع، رمى بها أردوغان كل حطبه، ولا ضير عنده أن يستخدم الإرهابيين، ويستثمرهم، بعد أن وجد أن الكثيرين منهم باتوا عاطلين عن العمل، لذلك جرى تشغيلهم في ليبيا، والآن في ناغورني قره باغ.