“كلوا موز” .!
أثار تصريح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك خلال جلسة مجلس الشعب عن خطة الوزارة استيراد الموز الأسبوع القادم موجة من الاستنكار والسخرية.. لأنه من غير المعقول أن يتحدث وزير (إطعامنا) عن الموز ، وأغلبية المجتمع السوري تعيش حالة الحرب على كل الجبهات بما فيها ( الحرب على الجوع والفقر)، وكان الأجدى من ذلك الحديث عما فعلته الوزارة أو حتى تنوي فعله لتحسين الوضع المعيشي ، وتخفيف حالة الاختناق عن الناس ، والحديث عن خطته لمكافحة الفاسدين من التجار المتحكمين بلقمة العيش، أو حتى أضعف الإيمان تشديد العقوبات بحق المخالفين .
لكن في الحقيقة يأتي تصريح الوزير هذا في الوقت الذي نسجل فيه أعلى نسبة بين المجتمعات التي تعيش تحت خط الفقر المدقع، وفي وقت نعيش فيما يشبه المعارك اليومية لننتصر على ما يشبه الحياة.
والنقطة الثانية أنه في كل عام نقرر فيه استيراد هذه المادة (الممتعة) المذاق والتي تمنحنا السعادة ، بالتزامن مع موسم الحمضيات الحزينة التي تنتهي كعلف بديل للماشية ، والنتيجة أن الفلاح هو الخاسر الوحيد من هذه العملية .
والسؤال : هل المشكلة بسوء التخطيط الذي يتكرر سنوياً أم إنه مخطط ومدبر عن دراسة مسبقة باحتياجات السوق المحلية والقدرة الشرائية ..؟ إلا اللهم إن كان الهدف من استيراد الموز توفير هذه المادة (الرفاهية ) للأغنياء فقط..!
ستكون عبارة (سنستورد الموز) في زمن الحرب والفقر هي المقولة الخالدة في العام ٢٠٢٠ وحتى نخب من أنخاب هذا العام , وسنبقى نتذكرها عندما نطوي صفحات هذه المرحلة ، بل حتى تغلب بها وزير (إطعامنا) على ملكة فرنسا (ماري انطوانيت) حين طلبت من الشعب الفرنسي أكل (الكاتو).
سيادة الوزير: قرارك يبعث على المرارة والألم!.