انتهازيون …
لم تختلف الصورة منذ سنوات حتى اليوم في شكل الأزمات المفتعلة من قبل أشخاص مجهولين .. يصعب حتى على المؤسسات التي تبيع المادة (أياً كانت ) معرفة أسبابها، وفي كل مرة يطالعك تجار جشعون يلقون باللائمة دائماً على الأزمة وعلى صعوبة تأمين المادة وفقدانها سواء أكان مصدرها محلياً أم مستورداً ،و حمى الغلاء تنتشر بسرعة الأمراض المعدية والأوبئة التي تظهر علائمها على وجوه الانتهازيين الذين يظهرون الكثير من التعاطف تجاه مستهلك .. يظهر في نهاية الأمر لا حول له ولا قوة .. فيتدبر أمره ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
بعض الأزمات مفتعل في المطلق وإلا لما استطاع أي منا تأمين حاجاته بالأسعار التي يحددها بائعوها .. فمثلاً أزمة البنزين التي أصبح لها محتكروها وباعة يخضعونها لعمليات حسابية مضحكة شكلاً ..محزنة في مضمونها ، لأن من يدفع ضريبتها في النهاية المواطن الذي يدفع ضريبة كل الأشياء فقراً مضاعفاً .
أياً كانت وجهتك على امتداد الطرق المفتوحة براً ستجد مقصدك من باعة المازوت والبنزين وغيرها من المحروقات متوافرة بالأسعار التي يرغبون بها، وإن تضاعف ثمنها عشرات المرات، فالمهم ابتزاز السائل وفقاً لشدة حاجته ورغبته في طلبها وفي النهاية قدرته على دفع «ثمنها».
هذه الصورة التي نتحدث عنها منذ سنوات لم تتغير فهناك من يدعم وجودها لأسباب نجهلها حتى الآن .
لم نعد نهتم بما تفعله جمعيات حماية المستهلك و الوزارات المختصة للحدّ من هذه الظاهرة ، فلدى الجميع قناعة بأن أحداً ليس بمقدوره تأمين ما لا تستطيع المؤسسات الحكومية توفيره (بالمعنى الحرفي للكلمة ) .
esmaeelabdulh@gmail.com