وهكذا عاد ترامب إلى “قواعده” في البيت الأبيض بـ«بحالة صحية تتحسن بشكل مُبهر للغاية» حسب تعبير طبيبه الخاص شون كونلي.. ليزيد ترامب على هذا القول بقوله: «أشعر أني بحال رائعة، أنا أفضل مما كنت قبل 20 عاماً»!
لقد “هزم” ترامب فيروس كورونا في ثلاثة أيام فقط، وأول ما فعله أنه رمى الكمامة في جيبه داعياً الأميركيين لعدم الهلع والخروج وممارسة حياتهم الطبيعية والاعتياد على كورونا موسمياً كما الاعتياد على الأنفلونزا. إنه الرئيس الـ«سوبر» الذي بات لديه “كل علم” بكورونا بعد أن أصيب به. هذا ما قاله ترامب للأميركيين مباشرة بعد وصوله إلى البيت الأبيض أمس الثلاثاء قادماً من مستشفى والتر ريد العسكري.
حاول ترامب إلى أقصى حد استثمار إصابته انتخابياً حتى لا يترك لخصومه الديمقراطيين ومرشحهم الرئاسي جو بايدن أي فرصة لمزيد من الاستثمار الانتخابي المضاد في هذه الإصابة.
هناك من يرى أنه “نجح” باعتباره بارع في الظهور الانتخابي «حتى لو كان ملغماً بالفيروسات القاتلة». لقد ظهر ترامب “كبطل” أمام الأميركيين و”كواحد منهم أصيب بكورونا وعانى ما عانوه وخبر ما خبروه واستطاع هزيمة كورونا”.
وهناك من يرى أنه فشل فشلاً ذريعاً وأعطى للأميركيين أسوأ صورة عن رئيس لا يبالي بهم ولا يهتم بالإجراءات الاحترازية الضرورية لأمنهم الصحي، وأنه لم يتعلم شيئاً من الإصابة بكورونا، وكان همّه الاستعراض وكأنه يؤدي مشهداً في فيلم، لكن الأداء سيئاً للغاية.
هؤلاء دعمتهم استطلاعات الرأي التي قفزت بحظوظ بايدن خلال الأيام الماضية.. لكن ترامب لا يبالي وهو بانتظار المناظرة الرئاسية الثانية ضد بايدن في 15 تشرين الأول الجاري حاملاً إصابته.. واثقاً أنها ستكون الأكثر أثراً وتأثيراً.
لكن بايدن كما يبدو لديه قول آخر فهو لن يُناظر ترامب طالما أن الوضع غير آمن، أي طالما أن ترامب ما زال مصاباً.
بكل الأحوال سواء جرت المناظرة أم لا، وسواء كانت إصابة ترامب حقيقة أم مسرحية، فإن القول الأخير للأميركيين في الثالث من تشرين الثاني المقبل.
حتى ذلك الوقت ربما نشهد إصابات أو مسرحيات أخرى، من يدري؟
لننتظر ونر.