وهْمُ (القشّة)!
أرسل لي صديق رابطاً على صفحتي, مفاده أن منظمة الصحة العالمية توزع مساعدات نقدية على شرف «كورونا» وما خلفته من تعطل وتوقف لمختلف مناحي الحياة وخصوصاً فترات الحظر الأولى …أما الآن فقد تحرر الناس من وهم «كورونا» ومن إجراءاتها التي تراجعت كثيراً أمام حاجة الناس للعمل في ظل عجز حكومي عن نفخ روح التفاؤل لدى الناس بأن القادم أفضل ولو عبر عبارات و«يافطات» كتب عليها (نعمل لأجلكم ونأسف لإزعاجكم )، بدل أن تحفر الشوارع وتترك بلا ترحيل وخصوصاً مع قدوم الشتاء الذي يحولها إلى «مغاطس» ومسابح عائمة …يبدو أننا شطحنا بعيداً عن الرابط الذي أرسله صديقي (في مقدمته يقول اتبع الرابط تحصل على ألف يورو) ومع أول خطوة تقلصت لخمسمئة يورو بعد أن تجيب عن الأسئلة المتروكة مع الرابط ….للوهلة الأولى تفاءلت من باب أنها على الأقل تغطي نفقات ومصروفات موسم ( المونة والمدارس والمازوت ) ولكن سرعان ما تبدد تفاؤلي وذهب أدراج كذب ونفاق هذه الروابط والجوائز….
لا أخفيكم سراً أن من أرسل الرابط هو زميل صحفي وغيره الكثيرون ممن يتعلقون في قش هذه الأكاذيب, كما الغريق الذي يتعلق بقشة وكل ظنه أنها توصله إلى بر الأمان ولكن !!!
هل هو قدر الناس أن تبقى تركض وراء وهم التصريحات الحكومية وخلف «طوابيرها» لتأمين لقمة عيشها, وكيف يمكن لهم الإبداع والتفكير, وهل قدرنا أن نبقى في حالة( وقوف قف)؟
«محسوبكم» بات عاجزاً أن يقنع نفسه بما آلت إليه ظروف المعيشة الخانقة ويعجز أكثر عندما يقف أمام أولاده مكتوف اليدين مقطّب الحاجبين عن تلبية مستلزماتهم المعيشية ….والله ولي التدبير.