النمو السالب
كلنا يعلم علم اليقين أن التركة التي خلفتها السياسات والإجراءات الرسمية السابقة للحكومات ثقيلة جداً على أي حكومة ,ومن الصعب في أوضاع اقتصادية وحصار ووباء كـ(كورونا) أن تتعامل الحكومة مع الملف الاقتصادي تحديداً بتحدياته المتنوعة بتلك السهولة المتوقعة ,فالتحديات معقدة وتحتاج لمستويات نمو جيدة لتوازن المعادلات وإلا إذا بقي النمو السالب مستمراً لسنوات لا قدر الله ستذهب الأمور إلى واقع صعب , ويثقل حجم المعالجات فيما بعد ,فالحكومة الحالية استلمت جلّ الملفات بواقع يرثى له , من خلال انخفاض بالإنتاجية والنمو الاقتصادي , وهذا تحد كبير يتطلب ليس فقط خططاً وبرامج , بل قفزة وطفرة إنتاجية تعيد دوران العجلة سريعاً إلى الواجهة , وهذه لا تلق النجاح إلا في حال الخروج من النمطية القائمة على الإرث المتبع في معالجة المشكلات السائد منذ زمن , فالترحيل والتأجيل والتسويف لا تزال مسائل عالقة في أذهان بعض المسؤولين إلى يومنا الراهن , وأساليب المعالجة وإيجاد بعض الحلول المنقوصة كما هي , وهذه نذير شؤم ولا تنم عن تغيير في نمطية التعاطي وفق صيغ جديدة ..!
مجابهة النمو السالب مسألة مهمة ,وعلى الحكومات التعامل بحرفية للتقليل من آثاره قدر الإمكان, ومن أولى البدايات العمل على كيفية تعزيز الاقتصاد والإنتاج الوطني , وتبديد كل المعوقات بروح من الحسّ الوطني ,ومحفزات مشجعة للقطاعات المختلفة , وعدم تناسي تحسين كل ما يطور من تنافسية بيئة الأعمال. هناك بوادر فاقة اجتماعية خطيرة بدأت تلف شرائح واسعة جراء العوز والفقر , وهذا يقود إلى مشكلات قد تنخر عميقاً في جسد المجتمع , و ما بتنا نسمع عنه من ظواهر دخلت إلى فلسفة المجتمع ليس إلا نتيجة للتدهور الاقتصادي .. !
هل من السهل على الحكومة الجديدة أن تبني تصورات واضحة لكيفية موازناتها للعام المقبل وكيفية إنعاش النمو الاقتصادي ..؟ كل ما رشح عنها هو: سوف نعمل وسوف نكافح وسوف نضع خططاً .. ! فالبطء في النمو واستمرار وباء كورونا الذي عصف بكل التوقعات الاقتصادية، ناهيك عن الحصار الاقتصادي الجائر , أساسيات وتفاهمات قابلة للتطبيق بعيداً عن العقليات الإدارية التقليدية التي اعتاد المسؤولون التعاطي معها .. !