حركة بلا بركة
عندما جاء الوزير الجديد بدل كل الطاقم القديم واستبدله بآخر ربما أكثر ولاء، أو من الأصدقاء والمعارف..أو الأكثر قابلية لتلقي الأوامر، ولكنه بكل الأحوال ليس لأنه الأكثر خبرة أو لتصحيح أخطاء سابقة بعدم وضع الأشخاص في أماكنها، لأن الوزير أصلاً جاء من خارج ملاك الوزارة ويحتاج إلى وقت ليس بالقليل ليفهم عملها
نصيب تلك الوزارة ونحن أن ندفع ثمن تدريب وزرائها ومدرائها ريثما يفهموا آلية العمل، رغم أن دورها لا يسمح بكل تلك البحبوحة، فهي تمثل المدير الفعلي والخط الأول للعلاقة بين المواطنين وحاجياتهم الاستهلاكية، وهي تدير إنتاج رغيف الخبز وطريقة بيعه وتوزيعه، ولهذا ننتقل من مشكلة إلى أخرى، ربما من الأسباب أن كوادرها في حالة تبدل دائم، وفي مرحلة التعلم والتدرب على طريقة العمل!
هل يسمح الظرف بمزيد من التدريب لأشخاص يأتون مدراء أو وزراء من خارج المجال العملي لهذا القطاع أو ذاك؟ لكل يوم قراراته التجريبية في وزارة التجارة الداخلية، ولكن لم نر أن الأمور تذهب نحو الأفضل، وفي أحدث الاختراعات الجديدة لتوزيع مادة كالخبز هو نقل الازدحام من الطاقات إلى شخص آخر مهمته منح المواطن قطعة تشير إلى عدد ريطات الخبز التي يحق له الحصول عليها,,ما هي العبرة في ذلك لا ندري، ولكن كثرة التجريب بطرق توزيع الخبز تدعوا إلى الإحباط حقيقة، فهل غابت كل الحلول العملية التي تستطيع الموائمة بين احترام المواطن ومراعاة المشاكل الجديدة التي تعانيها البلاد من صعوبة تأمين القمح وعلاج الهدر في الخبز؟ خاصة أنه مع الاختراعات الجديدة لتوزيع الخبز تبين أنه لم يعد هنالك من مخصصات للضيوف، إذ أن رحلة الحصول عل ربطة خبز يومية تحتاج منك إلى دوام لا يستهان به على الأفران، وإذا باغتك ضيف بزيارة لم تعد مشكلتك بنوع الطعام الذي ستقدمه بل بعدد الخبزات المتوافر لديك، خاصة بعد تراجع ظاهرة بائعو الخبز!
في جولاتي الطويلة على الأفران رأيت وسمعت السخط والاستياء من المتكدسين على الأفران للحصول على مخصصات من الخبز مغمسة بالقهر والكثير من الشتائم، والأسوأ أنها لن تكفيهم سوى ليوم واحد.