منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، شكل النظام التركي بقيادة أردوغان رأس الحربة والخنجر المسموم لتعميق جراح الشعب السوري بمباركة أمريكية- إسرائيلية– غربية، وشكلت تركيا في ظل هذا النظام الخزان المتعفن لاستقدام الإرهابيين من جميع أنحاء الأرض وتدريبهم وزجهم مع فكرهم المسموم وسياراتهم المفخخة وسواطيرهم القذرة في سورية، لكن وسائل الإعلام الغربية والعربية المرتبطة بالمشروع الصهيو- أمريكي كانت تبعد الأضواء عن ذلك الدور المخالف لكل قوانين الشرعية الدولية مع تركيز الأنظار على عملية التشويه المبرمج لجهود مكافحة الإرهاب وفق ما كشفت عنه الوثائق مؤخراً عن تورط الحكومة البريطانية في مساندة الإرهابيين إعلامياً و”شيطنة” جهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب إلى جوقة متكاملة من الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة.
وفي تلك الفترة لم يكن أحد يصدق عمق التحالف بين أمريكا وتركيا وتنظيم “القاعدة” وفروعه من “النصرة” و”داعش” وغيرهما، أو أن الاستثمار في الإرهاب يمكن أن يكون بهذه الوقاحة.
ربما بدأت بعض الدول الغربية تستشعر أخطار الدور المشبوه للنظام التركي بعد أن تحول أردوغان إلى متعهد لتحريك الإرهابيين من مكان إلى آخر فقد نقل المئات منهم إلى اليمن ونقل الآلاف إلى ليبيا لقلب موازين القوى وصب النار على زيت الحرب الطاحنة هناك، وها هو الآن ينقل المئات منهم بشكل أسبوعي من ليبيا وسورية إلى أذربيجان وتجنيد المئات من الشباب والأطفال وتقديمهم كوقود لتأجيج نار الحرب بين أرمينيا وأذربيجان وأحياء الخلاف القديم حول إقليم ناغورني قره باغ وتحويله من نقطة توتر إلى نقطة مشتعلة قد تستمر لسنوات لغياب الرغبة الأمريكية في حل أي مشكلة حول العالم بالطرق الدبلوماسية أو عن طريق مجلس الأمن.
لقد بات العالم أجمع يعرف مقاولي تصنيع وتدريب وتشغيل الإرهابيين والمواقف الأمريكية الداعمة لهم وبالتالي فإن تقليل الأخطار الناجمة عن ذلك يحتاج إلى جهد دولي يقطع أصابع هؤلاء المقاولين وشل إرادة داعميهم وإلا فإن مناطق ودولاً أخرى ستكون مقصداً للإرهابيين لإشعال حروب