واقع مؤلم !
مؤلم ما تسير إليه الأمور ، ومؤلم أكثر أن تبقى المطالبة بالتشدد والتشديد أكثر حيال العديد من المسائل التي تهم الصحة والحياة ، لا لشيء فقط إلا لأن البعض ممن بيده القرار ويتمتع بزمام المسؤولية لتنفيذ الواجبات يخون الوطن ،ويخون أسرته وأبناء بلده ، من خلال عدم التزامه بالتعليمات أو خرق القوانين والتعالي عليها ،أو إشاعة جو من اللامسؤولية والتفنن بكل أشكال الإهمال والفساد ..!
نستفيق كل يوم لنصادف حالة إهمال أو تسيّب ، وليست الشواهد بتلك الصعوبة ، ففي الشارع و حالات الطوابير وروتين الأعمال والخدمات في الإدارات يبدو و بوضوح تام ما وصلت إليه الأمور. فواجع وترهلات، أبطالها بعض اللامبالين والمتسبّبون بالفوضى وتوابعها سعياً لتحقيق منافع شخصية بعيداً عن أي من المعايير التي أصبحت مستهجنة في وقت بات لا يرحم ، وغابت فيه أخلاق أو عادات كانت بالأمس القريب برامج ونهجاً يتّبعها من يحملون صفات الأخلاق !
لا أحد يعرف إلى متى ستبقى حالة الفوضى واللامسؤولية عند البعض ، ففي الشارع فوضى ،وأمام مؤسسات الخدمة الرسمية حالة إهمال لا توصف ،والواقع لا يحتاج للكثير من الدلائل ،كل شي انقلبت موازينه ،حالة التقيد بإجراءات الحماية صارت وراء ظهور العباد ، حالة الفساد في تعاملات بعض المؤسسات على (سن ورمح) ،ومخالفات بالجملة بدءاً من الأغذية والأطعمة ،إلى غلاء الأسعار ، وصولاً إلى مخالفات البناء ،هذا الغول الذي تضخم كثيراً خلال الآونة الأخيرة ، وأصبح لكل طابق سعر محدد ،ومن يشكك عليه زيارة بعض المناطق القريبة من دمشق، فالأجواء ازدهرت وأينعت طوابق وأبراجاً في ريف دمشق ، والأجهزة المختصة تبارك وتغبّ بالملايين ..!
جميعنا مقصرون بحق أنفسنا وحياتنا وصحتنا . وهنا لا يسعنا إلا أن نقول : لكل داء دواء إلا الفساد والإهمال والفوضى والعبث بحقوق الآخرين ، لكن هيهات , فلا قيم ولا أخلاق ، بل لغة المال والمنفعة فقط ! وكان الله في عون العباد .
.